لماذا وإلى أين ؟

ماذا ستستفيد أمريكا مقابل فتح قنصلية لها بالداخلة؟

تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية، فتح قنصلية لها على مستوى مدينة الداخلة بمنطقة الصحراء المغربية. وهو ما تؤكده الزيارة التي قام بها وفد أمريكي نهاية الأسبوع المنصرم إلى مقرها المفترض، بعد شهر كامل من الإعلان الرسمي الرئيس الأمريكية المنتهية ولايته؛ دونالد ترامب، إعترافه بسيادة المملكة المغربية على منطقة الصحراء.

نية الولايات المتحدة الأمريكية بفتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، يطرح أكثر من علامة استفهام حول خلفيات القرار، خاصة في ما يتعلق بالمقابل والأرباح التي ستجنيها أمريكا من هذا القرار، وماذا سيقدم المغرب في مقابل هذه الأحداث الاخيرة ؟ التي شغلت الرأي العام المغربي والمغاربي.

الاعتراف مقابل الثروات:

في هذا الإطار، يرى المحلل السياسي؛ عبد الصمد بلكبير، أن الولايات المتحدة الأمريكية في شقها الذي يمثله دونالد ترامب حسمت أمرها في الإعتراف بمغربية الصحراء، ومن المؤكد أن لها أرباح في ذلك. بحيث أن فتح قنصلية لها على مستوى الداخلة يعني أنه سيكون لها نصيب من الثروة، مشيرا إلى أن أمريكا لا يمكن أن تعترف بمغربية الصحراء إلا بالتزامات مغربية بالمقابل.

“الصحراء تتوفر على ثروات عديدة بما فيها الفوسفاط والبترول والغاز ومعادن كثيرة؛ إلى جانب الثروات البحرية”، يسترسل المتحدث، الذي يضيف أن الأمريكيين “مكيديروش الإحسان”، بل هناك تقاسم النفوذ بين أمريكا وفرنسا في المغرب، وبالتالي فإن ما “كانت تحتكره فرنسا سيترك لها، لكن ستترك الصحراء لأمريكا”.

أمريكا ومواقع ثروات بالصحراء:

وأكد بلكبير، أن الولايات المتحدة الأمريكية وجدت حلا وسطا للتواجد في المغرب، لافتا إلى أن مسألة السيادة بالنسبة للمغرب، أهم من أي تنازل في أي مجال كان، خاصة أنه إذا ضاعت السيادة ضاع كل شيء، فيما إذا قدمت امتيازات لدولة عظمى من قبيل أمريكا في هذه المرحلة، يمكن لذلك أن يتغير في المستقبل مع تغير ميزان القوى.

واعتبر المحلل السياسي، أن المؤكد في كل ما حدث أن أمريكا لم تعترف بمغربية الصحراء إلا بمقابل، وفي مقدمتها “إعطاء أولوية وأسبقية للشركات الأمريكية خاصة في ما يتعلق بالتنقيب عن الثروات، خاصة أن أمريكا تعرف مواقع الثروات في مجال الصحراء المغربية”.

ثروات المغرب تحل المشاكل الأمريكية:

في هذا السياق، قال متحدث “آشكاين”، إن الولايات المتحدة الأمريكية مأزومة وتبحث عن حلول لمشاكلها الداخلية في الخارج، والمغرب من أهم المناطق التي تبحث فيها أمريكا عن حلول، مستدركا “لو تأخرت أمريكا قليلا؛ كان المغرب سيربط علاقات استراتيجية مع الصين، وبهذا القرار استرجعت أمريكا المغرب من الصين واقتسمت المصالح مع أوروبا بالمغرب.

وشدد عبد الصمد بلكبير، على أن الولايات المتحدة الأمريكية ما كانت ستتخذ قرار الإعتراف بسيادة المغرب على صحرائه وفتح قنصلية لها بالداخلة، “إلا وأطرافها الداخلية موحدة والاستفادة من امتيازات اقتصادية مضمونة، والتي من شأنها أن تحل بعضا من المشاكل الداخلية بأمريكا”.

أمريكا سبب المشاكل:

ووصف المحلل السياسي، حدث فتح القنصيلة الأمريكية بمدينة الداخلة بـ”الحدث العظيم في تاريخ المغرب”، لافتا إلى أنه سيفتح صفحة جديدة بالنسبة لمختلف القضايا المغربية والمغاربية، معتبرا أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي اختلقت المشكل في الأصل، وهي التي دفعت في اتجاه إنشاء دويلات بالمنطقة، قبل أن تتراجع الآن.

وخلص بلكبير، إلى أن الذين أخطأوا وساروا خلف السياسة الأمريكية السابقة، عليهم اليوم أن يتراجعوا، مبرزا أن هذا يوم عظيم لدى المغرب خاصة في ما يتعلق بالوحدة الترابية، بحيث سيفتح بابا للتنمية التي جرت عرقلتها على مستوى الصحراء، كما سيشجع ذلك على التنمية الديمقراطية، وفق تصور المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
عمر بيدوكان
المعلق(ة)
13 يناير 2021 09:14

تحليل رائه

ع.الرحيم
المعلق(ة)
13 يناير 2021 06:54

اللهم امريكا اولا النظام البوخروبي الجزائري، الجزائر عداءها للمغرب لن ينتهي الا بانتهاء النظام العسكري الاستعماري. هذآ النظام اطماعه لاتنتهي يسرق تروة تونس النفطية الصحراويية وتروة صحراء ليبيا وتروة صحراء تندوف المغربية ويسرق تروة الجزائريين كلها ومازال يطمع باراضي المملكة المغربية، حيت ان البوليزاريو ماهي الا فيلم وتاءقي ،اما الحقيقة هي اطماع عصابة النظام الجزائري العدو للملكية المغربية.

ابو مهدي
المعلق(ة)
13 يناير 2021 03:20

نعم السي بلكبير لم يجانب الصواب عندما قال ان الاعتراف كان بمقابل.. صحيح الأمر لا يتعلق بالفوسفاط لان مخزون مناجمه في شمال المملكة اكبر من تلك الموجودة في الصحراء
ولا بالبترول وإنما بما يزخر به الجرف القاري الممتد إلى جزر الكناري الغني بالمعادن الثمينة وعلى رأسها البلوتينيوم والذهب… المغرب آثر ان يدخل أمريكا على الخط لمواجهة استفزازات وابتزاز الجار الاسباني..
انها ضربة معلم تاجر..
وها نحن نلاحظ ردود الأفعال الإسبانية والجزائر ية وحتى الفرنسية التي تعض على يدها نظرا لتباطئها في الاعتراف بمغربية الصحراء..

محماد
المعلق(ة)
12 يناير 2021 19:05

قالك كاين البترول والغاز ومعادن كثيرة لاتعلمونها بلكبير
وحده يعلمها
ماعرفنا فين عندو مكتب الدراسات واش فجامع الفنا ألا كليز
وشحال من خبير أعالم خدام معاه
راه هدي خبار ثقيلة تستحق المسائلة
هده مجرد أخبار السوق لاتستحق الإلتفاتة ومن زفها لنا لا علاقة له بتحليل السياسات ولا حتى تحليل النصوص وليس بينه وبينها الا الخير والإحسان
قالك مريكان واقفة على الضس غير غادي تبدا تحفر فالصحرا
غادي تحل مشاكلها
أش هاد التخربيق

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x