2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
اتهامات لـ “مؤثرين” باستغلال مأساة أطفال الجبال

انتقد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، لتداول صور أطفال القرى والمناطق النائية، خارج سياق الحدث على المزيد من المساعدات الإنسانية، معتبرين أن المسألة هي “من أجل كسب المزيد من المشاهدات، وتعتبر استغلالا لبراءة الأطفال واستغلالا لجهل ذويهم بالتأثير السلبي لخطورة تداول صورهم”، مؤكدين على ضرورة “احترام الكرامة الإنسانية للأطفال الفقراء وتقديم المساعدات بعزة”.
وتباينت الآراء بين من قال إن “تداول صور الأطفال هو من أجل كسب عواطف الناس للعمل الإنساني، وتوضيح صورة المعاناة التي يعيشها المجال القروي خاصة”، وبين من أشار إلى أن “عمل الخير ليس بحاجة إلى تشهير بصور الإنسان، خاصة من يختارون صور لأطفال دون غيرهم بالنظر إلى اعتبارات الجمال، ويجب عدم تجريد الصور من إنسانيتها، وعدم التقاطها إلا بعد إذن أصحابها وبمشورة من أولياء الأمور”.
وفي هذا السياق، قال عبد العالي الرامي، رئيس جمعية منتدى الطفولة، إن “كان الهدف الأساسي لنشر صور الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي من طرف جمعيات ومنظمات تعمل على الحملات الإنسانية، من أجل هدف معين وهو حث الناس على فعل الخير، فلا مشكل”، مشيرا “الخطير في الأمر هو الاستغلال السلبي المُلاحظ لصور الأطفال من أجل مكاسب الزيادة في نسب المشاهدات، خاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تعرف النسيان، ويمكن أن تؤثر الصور المتداولة على نفسية الطفل بعد مرور سنوات”.
وزاد الرامي، في حديثه مع “آشكاين” أنه “احتراما للكرامة الإنسانية ينبغي حجب صور الأطفال، والقانون واضح في هذه المسألة، إذ أن الصور لا يجب أن يتم التقاطها بعشوائية وبدون أخذ الإذن القبلي من طرف أولياء الأمور”، مردفا “للضمير الإنسان دور كبير، وذلك يرجع بالأساس لعقلية مسير الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ونحن ضد استغلال براءة الأطفال من أجل الرفع من عدد المشاهدات، وعدد اللايكات لدى الصفحات وبعض ممن يسمون أنفسهم بالمؤثرين”.
“المؤثر الحقيقي هو من يساهم في نهضة وطنه، والترافع من أجل تنمية المناطق التي تعاني الهشاشة والفقر” يزيد رئيس جمعية منتدى الطفولة، مؤكدا “من يتداول صور الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، أعتبر أن هدفهم التجاري أسمى من البعد الإنساني، أما كلمة مؤثر فلها دلالة أخرى، ويجب محاربة التفاهة، وحفظ كرامة الأطفال”، مشيرا “المساعدات الإنسانية يجب أن تُقدم بعزة وشرف وليس باستغلال صور الأطفال”.
وختم الرامي، حديثه مع “آشكاين” بالقول “القوانين واضحة في الموضوع، وكذلك إن وزارة التربية الأخير في الفترة الأخيرة، نشرت مذكرة تؤكد على عدم نشر صور الأطفال من أجل دعم الأنشطة التربوية، إلا بعد إذن مسبق من أولياء الأمور، حماية لهم”.
كثرت _في الآونة الاخيرة_عمليات التسول عبر منصات التواصل الرقمي،وتتبنى الكثير من الجمعيات”المشبوهة”على خط ذلك،مما يكرس غياب الدولة،ويبين أن سلطتها انهارت،ويستغل البعض هذا الاضمحلال،لطلب المساعة لمناطق بعينها،وكأنها غير خاضعة لسلطة ترابية ،تمثل المركز،ووزارة الداخلية “تتفرج” ،اذ ان بعض الجمعيات تنهج النصب والاحتيال،مستغلة سذاجة الساكنة المحلية المعنية،
وعليه،فان الامر يزداد كلما حل الفصل البارد،
ان المغرب دولة قوية _وقدقالها المرحوم الوفا_ بمؤسساتها المختلفة،ولا داعي للتسول هنا وهناك،وبها ثروات متنوعة تحتاج الى تدبير حكيم،يربط المسؤولية بالمحاسبة.