وكالة إيفي: الملوك العلويون منحوا الحماية للجالية اليهودية على مر التاريخ

أكملت محكمة الدار البيضاء الحاخامية، الأكبر في المغرب والعالم العربي، أكثر من مائة عام ومازالت نشطة على الرغم من الانخفاض المتزايد في عدد أفراد الجالية اليهودية (أقل من ألف شخص).

في الماضي كانت هناك محاكم يهودية منتشرة في العديد من المدن في جميع أنحاء البلاد، على اعتبار ثقل هذه الجالية التي يبلغ تعداد سكانها 250.000 نسمة. ونتيجة لتراجعها لم تعد إلا “غرفة يهودية” واحدة في الدار البيضاء، تضم قاض، وقاض آخر في طنجة، وكلاهما مسؤول أمام المحاكم المدنية المغربية.

أغرب قصة محاكمة

يكشف رئيس غرفة الدار البيضاء، ديفيد حداد، أن القضاة اليهود يؤسسون أحكامهم على تشريع فريد في العالم، وقد تم تجميعه في كتاب بعنوان “المحاكمة العبرية في الجالية المغربية”، كتبه بالعبرية قبل سبعين عاما مجموعة من الحاخامات.

كما هو الحال في الأنظمة القانونية الأخرى، يشدد حداد على أن وظيفته هي تعزيز عمليات التوفيق في المنازعات الأسرية لتجنب الطلاق، مستشهدا بقضية مواطن يهودي استأنف ضد زوجته قبل ثلاث سنوات للمطالبة بالتوقف عن التقاط الصور عن العائلة ثم نشرها على حسابه في الفايسبوك.

أجبر القاضي الزوجان على التوقيع على تعهد بترك هاتفهما المحمول وحساباتهما الفايسبوكية مفتوحا حتى يكون لكل شخص الحق في استشارتهما. لكن المشاكل والغيرة لم تُنجحا الأمر، وحتى اليوم يواصل الزوجان رفع دعوى في محكمة كازابلانكي.

100 قضية في سنة 2020

حالات الزواج والطلاق كانت الأقل من ضمن 100 قضيةة تم حلها في عام 2020، من قبل رئيس غرفة الدار البيضاء وزملائه، حيث أن معظمها خلافات على الوصايا والتركات.

يتم دمج القضاة اليهود بشكل كامل في النظام القضائي المغربي، كموظفين مدنيين، ويكتبون أوامرهم باللغة العربية وينطقونها “باسم جلالة الملك” ، ويكتسبون نفس قابلية الإنفاذ.

مهام أخرى غير دينية

إلى جانب دورهم كقضاة، فإن القضاة اليهود هم أيضا حاخامات يؤدون وظائف دينية ومجتمعية أخرى.

خوسيه إسرائيل، أحد القضاة اليهود المغاربة، هو في نفس الوقت الحاخام الأكبر للدار البيضاء، ومن مهامه أداء ممارسة الختان.

يمنح هؤلاء القضاة الحاخامون أيضا شهادات للمنتجات الغذائية التي تتبع الإرشادات اليهودية، ويشرفون على طقوس ذبح الماشية أو الدجاج في أيام مختلفة من الأسبوع. ولكل عمل احتفالي أو طقسي، يجب أن يكون القاضي الحاخام حاصلا على دبلوم خاص.

هؤلاء الحاخامات لديهم أيضا مهمة التصديق على منتجات غذائية “كوشير” يتم تصديرها إلى العالم، وهي مهمة ستكتسب أهمية أكبر الآن بعد توقيع المغرب وإسرائيل على تطبيع العلاقات الدبلوماسية.

لا تزال العادات والتراث اليهودي المغربي على قيد الحياة في المغرب على الرغم من قلة الجالية اليهودية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الشتات اليهودي الذي حافظ على صلاته ببلده الأصلي، وقبل كل شيء إلى إرادة واضحة للنظام الملكي العلوي للحفاظ على هذا التراث.

وختمت وكالة “إيفي” روبورتاجها بالتأكيد على أن الجالية اليهودية بأكملها من أصل مغربي تستحضر دائما الحماية التي منحها لها ملوك السلالة العلوية على مر التاريخ.