أسباب سياسية وراء الهجوم على لقاح “أسترازينيكا” (طبيب)

جدل كبير يصاحب لقاح شركة ” أسترازينيكا” البريطانية بشراكة مع جامعة “أوكسفورد”، بعد أن عمدت عدد من الدول كألمانيا وإيطاليا وفرنسا والسويد على التحذير من استخدامه في تطعيم الأشخاص ما فوق 25 سنة، بسبب ما اعتبروه “التمثيلية الضعيفة” لهذه الفئة العمرية في التجارب السريرية.

فبالرغم من الضجة التي أحدثت مؤخرا بسبب هذا اللقاح الذي توصل منه المغرب بمليوني جرعة وتم استخدامه في الحملة الوطنية للتلقيح، فإن وزارة الصحة المغربية أكدت أن جملة من المُعطيات تمكن من الإبقاء على استخدام لقاح “أسترازينيكا” بالنسبة للفئة العمرية 65 سنة فما فوق كما أنا مقتنعة ببيانات الشركة.

وفي هذا الصدد، أورد جمال الدين البوزيدي، الطبيب الاختصاصي في الأمراض التنفسية، أن قرارات بعض الدول المتعلقة بعدم استخدام لقاح أسترازينيكا- أوكسفورد، لها أبعاد سياسية أكثر من ما هي علمية، مبرزا أن الأمر له علاقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى أن الشركة لم تسلم الاتحاد الأوروبي الجرعات المتفق عليها، الأمر الذي جعلها محط هجوم لاذع لصالح شركات أخرى.

وأوضح البوزيدي في حديث مع “آشكاين” أن هذه الدول استغلت الفجوة المتعلقة بعدم تمثيل الفئة العمرية ما فوق 65 سنة في تجاربها، لكن الشركة نشرت هذا الشهر جميع بياناتها بما فيها هذه الفئة العمرية موضوع جدل في البلدان الأوروبية، مؤكدا أنه من الناحية العلمية، فإن ردود فعل أجسام الأشخاص كبار السن تكون ضعيفة بأشكال متفاوتة عكس الشباب أو متوسطي العمر، والعديد من الدول تطعم مواطنيها كبار السن بلقاح أسترازينيكا وليس هناك أي مشكل.

شركة “أسترازينيكا” لها مصداقية، يؤكد البوزيدي، وجامعة أوكسفورد العريقة جدا هي الضامن العلمي في هذه القضية، مسترسلا “هذه الأخيرة اشترطت على أسترازينيكا عدم إنتاج اللقاح من أجل الربح المادي والتجاري، وهو ما يفسر كون أن لقاحهما الأرخص بين باقي اللقاحات”.

وأضاف الاختصاصي في الأمراض التنفسية أن القيمة العلمية لـ “أوكسفورد” لا تخول لها بأي حال من الأحوال أن تنخرط في صفقة قد تسيء إلى سمعتها العلمية، موضحا بالقول “والشركة خرجت خرجت ببيان لها يوم أمس تفيد فيه أن لقاحها ذو مفعول محدود لسلالة جنوب إفريقيا، وهذا أمر لا يعكس سوى مصداقيتها.

وخلص محدث “آشكاين” إلى القول “أنا كطبيب وباحاث مقتنع بلقاح أسترازينيكا وكذلك اللجنة العلمية بالمغرب مقتنعة ببيانات الشركة”، مضيفا ” ويبقى اللقاح هو إجراء ضمن حزمة من الإجراءات المتعددة والاحترازية المتمثلة في النظافة وارتداء الكمامة وإجراء التحاليل من طرف الوزارة وذلك قصد تحقيق بشكل أسرع إلى المناعة الجماعية “، وفق تعبيره.