شهادات مثيرة لناجين من فاجعة ضحايا معمل طنجة “السريين” (فيديو)

كشفت شهادات الناجين من حادث معمل طنجة صباح اليوم الاثنين 8 فبراير الجاري، الذي وُصِف بـ”السري” عن واقع العمل خارج القانون، وأفاض نقطة الكأس عن تفاصيل مثيرة للاشتغال في معامل النسيج بالأساس.

وفي هذا السياق، قالت عاملة ناجية من حادث المعمل، “أنا أشتغل في الطابق العلوي، استطعت النجاة أنا وعدد من العاملين الآخرين، أما من هو يشتغلون في الطابق السفلي هم من كانوا الضحايا بشكل مؤلم، إذ لم يجدوا مفرا من المعمل نحو الخارج، فقط تقريبا خمسة أشخاص من كانوا بالقرب من المخرج السفلي استطاعوا الهرب”، مشيرة “قيل رسميا أن عدد الوفيات هم 24 شخصا لكن ما خفي أعظم، لا نعلم العدد بالتأكيد، إذ لا يزال الكشف عن الضحايا جاريا”.

فيما حملت عاملة أخرى ناجية، مسؤولية حادث المعمل لشركة أمانديس، مؤكدة “الحادث انطلق من الساعة السابعة صباحا، ولم تستجيب السلطات للاتصالات الهاتفية إلا في حدود الساعة التاسعة”، مشيرة “تقدر تكون 35 شخص عامل اللي بقا التحت، احنا هربنا من الباب التحت تقريبا خمسة أشخاص، لإنقاذ أنفسنا”.

وصرح أب لضحية من العاملين بالمعمل، “منذ سنة وابنتي تشتغل في هذا المعمل، وأنا حاليا لا أعرف مصيرها هل هي حية أو ميتة” مشيرا “كانت تشتغل بدون أوراق قانونية، فقط وفقا لوعود بدون وفاء، وأثناء تفشي وباء كورونا تم وعدهم مرة أخرى بتسجيلهم في الضمان الاجتماعي، لكن بدون فائدة”.

ووفقا للسلطات المحلية لولاية جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، في بلاغ لها تتوفر “آشكاين” على نسخة منه، فإن “وحدة صناعية سرية للنسيج كائنة بمرآب تحت أرضي بفيلا سكنية بحي الإناس، بمنطقة المرس بطنجة، عرفت صباح اليوم الإثنين، تسربا لمياه الأمطار، مما تسبب في محاصرة عدد من الأشخاص كانوا يعملون بداخل هذه الوحدة الصناعية”.

وذكر المصدر ذاته، أنه “تدخلت السلطات المحلية والأمنية ومصالح الوقاية المدنية، حيث تم إنقاذ 10 أشخاص، نقلوا إلى المستشفى الجهوي لتلقي الإسعافات الضرورية. كما تم انتشال جثث 24 شخصا آخرين، فيما تستمر عمليات البحث للوصول وإنقاذ بقية الأشخاص المحاصرين المحتملين”.

وفي السياق ذاته، تم فتح بحث من طرف السلطات المختصة، تحت إشراف النيابة العامة، للكشف عن ظروف وحيثيات هذا الحادث وتحديد المسؤوليات.