طنجة.. عمال “سريين” آخرين ينجون من فاجعة مشابهة لما حدث بـ”مصنع الموت”

نجى عدد من العمال السريين، بحي قرية المفرج، بمدينة طنجة، عشية اليوم الاثنين 8 فبراير الجاري، نتيجة انجراف مياه الأمطار داخل “الكاراجات” التي يشتغلون بداخلها، وهو نفس اليوم الذي شهدت فيه المدينة صباحا فاجعة مقتل أزيد من أربعة وعشرين شخصا، بمعمل النسيج “السري”، نتيجة انجراف مياه الأمطار بداخله.

وأفادت مصادر مطلعة لـ”آشكاين” أن الناجين يومه الاثنين، يشتغلون بمعامل للنسيج وصفت ب”السرية”، وهي كائنة في “كاراجات” بحي قرية المفرج، بحي دار التونسي، بالقرب من بني مكادة في طنجة.

وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن شباب المنطقة  تدخل من أجل العمل على تسريح المجاري التي فاضت بالمياه، وتوقفت عن العمل، في ظل “اكتفاء شركة أمانديس المفوض لها تدبير الماء والكهرباء بالمدينة، بالتدخل في الشارع الرئيسي” وفق نفس المصادر.

وكشفت حوادث طنجة، يومه الاثنين، عن واقع خفي يعيشه الآلاف من العاملين بالمغرب، خاصة بمعامل النسيج، المشتغلين في ما تم وصفه بـ”السرية” أو “العمل في النوار” في غياب للقانون، وبدون أي حماية اجتماعية أو صحية، وربما بأجور دنيا، وعمل متكاثر.

الشيء الذي سلط الضوء عن ظاهرة “المعامل السرية للنسيج” وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي بالمنشورات الغاضبة، والمستنكرة لوصف المعامل بـ”السرية”، في الوقت الذي أصبحت فيه السلطات على علم بكافة جوانب ما يحصل في الحياة اليومية للأشخاص.

جدير بالذكر، أن الأمطار التي شهدتها مدينة طنجة، صباح اليوم الاثنين الجاري، تسببت في وفاة ستة وعشرين شخصا، لحدود الساعة، داخل إحدى الوحدات الصناعية للنسيج التي وُصفت بـ “السرية”، متواجدة أسفل بناية سكنية، اجتاحتها المياه بشكل كبير، مما تسبب عنه تضرر التجهيزات موصولة بالكهرباء، التي قامت بصعق عدد من العاملين، في الوقت الذي ما زالت فيه عملية نقل المستخدمين الآخرين إلى قسم المستعجلات من أجل تلقي الإسعافات الضرورية.

ووفقا للسلطات المحلية لولاية جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، في بلاغ لها تتوفر “آشكاين” على نسخة منه، فإن “وحدة صناعية سرية للنسيج كائنة بمرآب تحت أرضي بفيلا سكنية بحي الإناس، بمنطقة المرس بطنجة، عرفت صباح اليوم الإثنين، تسربا لمياه الأمطار، مما تسبب في محاصرة عدد من الأشخاص كانوا يعملون بداخل هذه الوحدة الصناعية”، مشيرة “تم فتح بحث من طرف السلطات المختصة، تحت إشراف النيابة العامة، للكشف عن ظروف وحيثيات هذا الحادث وتحديد المسؤوليات”.