لماذا وإلى أين ؟

لماذا تجاهل بنكيران فاجعة مصرع 28 مسلما ومسلمة بمعمل طنجة “السري”؟

خلقت فاجعة معمل طنجة الذي وصفته السلطات بـ”السري”، وراح ضحيته 28 مغربي ومغربية، موجة من الاستنكار والإدانة والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عما وقع في يوم “الاثنين الأسود”.

التعبير عن الاستنكار والإدانة لم يقتصر على المواطنين أو المعارضين لساسات الحكومة، وإنما امتد إلى عدد من المسؤولين الحاليين، وعلى رأسهم رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الذي توعد بألا يمر هذا الأمر مرور الكرام”، بالإضافة إلى مسؤولين سابقين، وزراء ومنتخبين، منهم من استنكر اعتبار السلطات المعمل سريا، ومنهم من أكد أن مثل هذه المعامل موجودة في كل المدن، ومنهم من اكتفى بالعزاء في أرواح الضحايا واعتبارهم “شهداء لقمة العيش”.

لكن المثير للاستغراب، هو أن رئيس الحكومة السابق، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية السابق، عبد الإله بنكيران، لم ينبس ببنت شفاه في الموضوع، ومرد هذا الاستغراب أنه معروف بـ”لايفاته” العديدة في مواضيع متعددة، وربما أقل أهمية من موضوع مصرع 28 مسلما ومسلمة، ذنبهم الوحيد أنهم سعو إلى تحصيل لقمة عيش تقييهم مد يدهم للناس تسولا.

فبنكيران الذي أصبح يعرف بـ”أبو الجنائز”، لكثرة الجنائز التي حضرها بعد إعفائه من الحكومة، لم يكلف نفسه أن يقدم حتى واجب العزاء لأسر وأهل الضحايا، ولو بتدوينة على صفحته أو عبر كلمة قصيرة يبثها من هاتف مرافقه فريد.

هذا المسؤول السابق، الذي لم يفوت مناسبة، صغيرة أو كبيرة، إلا وأبدى رأيه فيها، لم يُطل على المغاربة ليحدثهم عمن هو المسؤول، أو المسؤولين عن السماح بإقامة معمل “سري”، يشغل 130 عامل وعاملة، بدوام 24/24، دون ضمان شروط السلامة والحفاظ على حياتهم، مما أدى لمصر 28 منهم بقطرات مطرية فقط؟

بنكيران الذي ثار في وجه منتقدي حزبه وأمينه العام سعد الدين العثماني، بعد توقيع الأخير لاتفاق تطبيع مع دولة إسرائيل، التي طالما اعتبروها “مجرمة وقاتلة للأطفال ومحتل لأرض فلسطين”، وحلل ما قام به العثماني، لم يخرج ليدافع عن حق ضحايا لا معين لهم إلا الله، ويطالب بحقوق ذويهم الذين لم يعد لهم معيل بعد فقدان من كان يوفر لهم قوت عيشهم؟

بنكيران الذي خصص لايفا على صفحته للرد على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد تصريحات للأخير عن رسوم كاريكاتيرية، وحديثه عن أزمة يعيشها الإسلام، صمت (بنيكران) عن مصرع 28 مسلما ومسلمة، بفعل عدم قيام مسؤولين بمهامهم كما يجب، ولم يخرج للدفاع عنهم في وجه ما تعرضوا له، وأجمع الكل على أنه ظلم وانتهاك لحقهم في الحاية. فهل تصريحات مكرون أهم من حياة مواطن مغريبي؟

ما الذي أخرص لسان بنكيران عن فاجعة “شهداء لقمة العيش” ومنعه من الحديث عما وقع معهم أو حتى تعزيتهم كأضعف الإيمان؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
محمد
المعلق(ة)
11 فبراير 2021 23:45

حزب المفسدين

اتحادي رجاوي
المعلق(ة)
11 فبراير 2021 19:48

بن كيران ولائحة البيجيدي بقيادة محمد نجيب بوليف حصلوا على عدد اصوات اسطورية في طنجة في 2011 و 2016….كما ان حزب كبير السحرة يسيطر على جل المقاطعات في طنجة…
اذن الطنجاويون اختاروا بمحض ارادتهم بن كيران ورهطه…
انا كمغربي وكانسان يحز في نفسي ما وقع…ولكن كاتحادي اقول للطنجاويين: عوموا بحركم حنا شغلنا!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x