فواجع المغرب تسائل ثقافة المحاسبة والحكامة (خبير)

قال محمد اكديرة، رئيس المرصد العلمي للدراسات في الحكامة والتدبير في جامعة محمد الخامس في الرباط، إن ما وقع بطنجة له تاريخ، وليس مرتبطا بهؤلاء المسؤولين الحاليين، أي أن ربط المسؤولية بالمحاسبة يجب أن تكون قوة للردع لإعادة منظومة القيم إلى طبيعتها وأصلها.

وأوضح، في تصريح لـ”آشكاين”، أن الحكامة لديها قواعد، أولها المسؤولية التي توجب المحاسبة، وأيضا هي منظومة قيم المواطنة بدرجة أولى قبل أن تكون قيم مؤسساتية، وتساءل: “تم تقديم مسؤولين للمحاكمة”.

وأضاف: “الحكامة تتأسس أيضا على دولة الحق والقانون، وهي الضغط المضاد لهؤلاء الذين يدعون الديمقراطية، وإذا كانت لدينا مؤسسات وحكومة وبرلمان، فيجب أن تكون هناك ضوابط للمحاسبة”، واسترسل قائلا: “هناك تقارير المجلس الأعلى للحسابات ومفتشيات الولاية والداخلية والمالية، أي لدينا مفتشيات أنجزت تقارير يجب أن نُخرجها من الرفوف”.

ويُطرح مشكل آخر في نظر الأستاذ الباحث في جامعة محمد الخامس، متعلق بالتواصل، إذ تساءل “من يتواصل مع من في مثل هذه الفواجع؟ التوقيعات تأتي بعد ترخيص واتصالات، أي أن المسؤولية جماعية”، وأشار إلى أن الملك محمد السادس طلب من وزير الداخلية بألا يتكرر ما وقع في طنجة، أي أن هناك مواكبة، فقط يبقى الأمر مرتبطا بالفعل.

وتابع حديثه قائلا: “ليست لدينا ثقافة المحاسبة، في حال الفواجع التي لا يد للإنسان فيها فلا يمكن أن نقول شيئا، أما إذا حدث العكس فإنه يجب أن نسائل المنظومة بأكملها. ليست لدينا أيضا رشاقة في اتخاذ القرار، في وقت يجب أن نصدر في أقل من أسبوع القرار والنتيجة”.

وختم اكديرة تصريحه لـ”آشكاين” بالقول إن الحكامة ليست فقط أدوات، بل أيضا عقلية، والمسؤول عن العقلية هي وزارة التربية الوطنية والأسرة والمجتمع المدني والمدرسة، يعني يجب أن نحاسب. يجب أن نشتغل بالموازاة مع التحقيقات وتقديم المسؤولين على قيم المواطنة والحكامة، لكي نصل إلى مرحلة محاسبة المؤسسات وليس فقط أشخاص”.