لماذا وإلى أين ؟

غطرسة وسذاجة المغاربة المسيحيين والبهائيين والمسلمين!

لا، أنا لا أنتقد دينًا أبدًا وأحترم كل الأديان، ولكن أنتقد الدّين باعتباره ظاهرة فردية واجتماعية، وأنتقد أخطاء التربية الدينية وتلاعب رجال وقادة الأديان.

في هذا العمل الحالي، أقوم بتحليل أخطاء المؤمنين المغاربة الذين يفترضون جميعًا وبدون وعي، أن دينهم قادر على تغيير وتحسين مجتمعنا والعالم أيضًا.

فلماذا إذاً المغاربة المؤمنون بهذه الديانات الثلاث (البهائية والإسلام والمسيحية) فشلوا في هذا التغيير نحو الأفضل على الصعيد الفردي والجماعي ؟

أعرف أنهم لازالوا، منذ مئات وآلاف السنوات، يحاولون ويتعلمون من أخطائهم  لإصلاح المجتمع ولكن نفس الأخطاء لا زالت تتكرر بدون أي تعلم حقيقي وأي تقدم!

فيما يلي بعض الأسباب أدناه:

1- الغطرسة

تعتقد كل من الطوائف أو الجامعات الدينية الثلاثة، أنها وحدها قادرة على تغيير المجتمع ولكنها تتطور بإنكار الواقع أمام حقيقة فشلها ولهذا نجد المسلمون يدينون المؤامرة والبهائيون والمسيحيون ينددون بعدم حرية المعتقد في المغرب.

2- السذاجة

بكل سذاجة تؤمن كل جماعة دينية أنه يكفي مشاركة تعاليمها الدينية مع الآخرين وسيحدث التحول السحري وسيتم إحلال السلام العالمي.

3- غياب الفكر النقدي

المغربي عاجز عن التشكيك في تأويل تعاليم  دينه وانتقادها بحرية،  ويبقى “آمين” هو الشعار الوحيد! ولكن التنمية الشخصية والاجتماعية مستحيلة بدون التساؤل!

4- حياة مزدوجة

المسلمون والبهائيون والمسيحيون في المغرب متدينون فقط في الاحتفالات الدينية داخل كل جامعة دينية، وبعد حين البعض يتحرر في أماكن أخرى والبعض الآخر غالبًا ما يُعتبرون مسلمون في المجتمع دون أن يتمكنوا بسهولة مِن أن يكونوا ما هم عليه حقًا. وهذه الحياة المزدوجة تعوق الانسجام الاجتماعي ومصداقية تعاليمهم الدينية.

للأسف، نجد في كل هذه الجامعات الدينية الثلاثة، العنف الأسري وإساءة معاملة الأطفال والطلاق وإدمان المخدرات وممارسة الفساد وخيانة الأمانة المهنية والنزاعات والعنف والحقد والكراهية بين الجيران وبين أفراد كل جامعة دينية وداخل نفس الأسرة!

5- الشعور بالاختلاف

يعتقد أتباع كل دين أنهم مختلفون عن المغاربة الآخرين ومتميزين عند الله ولديهم مبادئ إنقاذ متطورة للغاية مثل المساواة بين الرجل والمرأة والسلام العالمي والوحدة في التنوع والتعايش.

لكن هذا الشعور بالاختلاف عن الآخرين حصرهم في قوقعة مغلقة مع رفض لِما يأتي من الآخرين علما أن الشعور بالاختلاف هو عقبة حقيقية أمام الوحدة وتحسين المجتمع.

بالطبع كل واحد منا فريد من نوعه ولكننا لا نختلف عن بعضنا البعض!

6- التنافر المعرفي

إن المؤمن المغربي، بهائي أو مسيحي أو مسلم، غير قادر على أن يكون في حياته اليومية “ما يعتقد به” ولذلك يكذب على نفسه بدون وعي (غياب الفكر النقدي) ويعتقد أنه في حالة انسجام مع  مبادئه الدينية ولذلك هو أعمى عن نفسه!

أعتقد اعتقادا راسخا أن تغيير المجتمع والعالم لن يتحقق إلا عندما يقرر كل واحد منا كمغاربة المشاركة والانضمام بتواضع في جهود الحركات الاجتماعية المختلفة التي تعمل من أجل التغيير في المغرب. هذا في حد ذاته هو الحجَر الأول لبناء الوحدة في التنوع!

* طبيب نفساني، باحث وخبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

9 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Adil
المعلق(ة)
19 فبراير 2021 13:31

المشكلة لاتكمن في الدين بل تكمن في عقلية الفرد.

Ingénieur avec beaucoup d'expérience en Europe
المعلق(ة)
19 فبراير 2021 09:48

خذ العفو وامر بالمعروف واعرض عن الجاهلين

Kmalالحمد
المعلق(ة)
الرد على  كريم
19 فبراير 2021 02:38

الحمد لله الانترنيت موجود وسيعطيك كل المعلومات عن رسول البهائين الذي اسمه بهاء الدين فلاتكن جاهل

Kmal
المعلق(ة)
الرد على  كريم
19 فبراير 2021 02:35

رسول البهائين اسمه بهاء الدين اصله من ايران الحمد لله الانترنيت موجود والبحث سهل جدا وسيعطيك كل المعلومات فلا تكن جاهل

Maoudh
المعلق(ة)
الرد على  كريم
18 فبراير 2021 07:53

علما يبدو انه يتبع الفكر الخرافة البهائية لكن مستحي يجهر بالدعوة..

كريم
المعلق(ة)
17 فبراير 2021 20:55

السلام عليكم باحث وخبير الدين الإسلامي له رسول إسمه محمد صلى الله عليه وسلم وكتاب إسمه القرآن الكريم وللمسيحية رسول إسمه عيسى وكتاب إسمه الإنجيل فما هو رسول البهائيين بهاء ابن اللمبي و كتابهم ما إسمه. …. رحم الله زمن الجاهلية

متتبع
المعلق(ة)
17 فبراير 2021 20:45

انت بهائي مريد رجل فقط اعتقد انه اجتهد في تعاليم الاسلام والمسلم ملتزم بما جاء به رسول الله ومن هنا يتضح مدى البون اما المسيحيون فشيء اخر فهم اقدم في العبادة..يبدو انك تقدم ما تعتقده.. والانفصامية او الازدواجية مشكلة فردية ولا يمكن اسقاطها على القطيع.ارجو ان تستمر في تناول المواضيع المرتبطة بتخصصك ولا داعي لاقحام الدين..اسف يا دكتور

ابو زيد
المعلق(ة)
17 فبراير 2021 17:17

و كلامك اليس فيه غطرسة!!
لنفترض اننا كما تقول على خطأ، ما يدريك انت ان كلامك صواب؟!
نترك كما تقول خرافاتنا التي هي بالنسبة لنا مسلمات ربانية من وحي الخالق…لنسمع لمخلوق!
انا ما لا افهمه هو لماذا لا يتحرك المجلس العلمي بمتابعة بعض المتطفلين على دين امة و شعب بضمانات دستورية !!
نحن لا نعتبرك متخلفا و لا قليل اخلاق بالرغم من نعتكم لنا كغالبية المغاربة بالرجعيين، لسبب بسيط اخلاق ديننا تنهانا عن ذلك!!!

اتحادي رجاوي
المعلق(ة)
17 فبراير 2021 17:15

يكفينا ما كتبه ابن خلدون والجابري في الامر…لا اعرف لماذا ادخلت البهائية في الموضوع واخرجت اليهودية التي يدين بها على الاقل خمسة في المائة من المغاربة…
انا انصحك بقراءة ما كتبه ابن خلدون و الجابري في الامر لانهم توصلوا ان الامر لا علاقة له بالدين ولكن اكثر بالعروبة…العقل العربي هو محور الدرس اكثر منه الدين…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

9
0
أضف تعليقكx
()
x