لماذا وإلى أين ؟

حركة 20 فبراير، بين الحنين الى الماضي وعدم القدرة على استشراف المستقبل

يوسف الشاوي*

“عاش الشعب”، شعار أطر حركة 20 فبراير وكان العنوان الأبرز الذي التف حوله الشباب المغربي وعموم الشعب، السؤال العريض اليوم وبعد عشر سنوات عن انطلاق شرارة الحركة المجيدة، هل فعلا عاش الشعب ؟.

لقد كانت انطلاقة ” حركة 20 فبراير” امتداداً لثورات الربيع العربي، والتي عرفت مشاركة آلاف المغاربة في أغلب المدن استجابة للنداء/ البلاغ الذي أطلقه مجموعة من الشباب المغربي المؤمن بالتغيير والذي دعى فيه إلى سلسلة من الإصلاحات السياسية والإجتماعية والاقتصادية والقضائية والدستورية ممثلة في الفصل بين المال والسلطة واستقلالية القضاء والحق في الصحة والتعليم والشغل، ومجموعة من التعديلات الدستورية مدخلها الأساس ملكية برلمانية وفصل حقيقي للسلط ومحاربة الفساد وربط المسؤولية بالمحاسبة…

فهل تحقق شيئ من تلك الإصلاحات بعد عشر سنوات على انطلاق الحركة؟، هل فعلاً حقق الشباب على الرغم من عفويتهم وقلة خبرتهم السياسية في غضون أشهر ما لم يحققه السياسيون في عقود من الزمن؟

الخطاب المعتدل و المتماهي مع الدولة يؤكد على وجود بعض التقدم هنا وهناك وأن الوتيرة ربما بطيئة ويجب أن تتسارع، وأن الوضعية الحقوقية تعرف مدا وجزرا وهذا أمر عادي في جميع الدول، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا، فلم نرى سوى الجزر ولغة القمع والتجويع جوابا على مطالب المواطنات و المواطنين، لم يتغير شيء في الواقع بل على العكس، جل الإصلاحات التي جاءت بضغط الشارع منذ انطلاقة  “20 فبراير” وإن على قلتها تم التراجع والالتفاف عنها بصفة منهجية وكأن الدولة تعاملت مع الحركة بمفهوم ” الريمونتادا ” في كرة القدم،  و قد حققت الدولة فعلا ذلك بل واكتسحت الساحة وعادت بنا لزمن الجمر والرصاص وربما أكثر حدة،  اعتقالات بالعشرات، قمع للحريات، التشهير بالمعارضين، عودة الفساد، مصادرة الصحافة المستقلة وتلجيم الصحفيين عبر تلفيق تهم واهية الغرض منها إخراس الأصوات الحرة ،  مما اضطر بعضها إلى مغادرة البلاد و البعض الأخر زج به في السجون والمعتقلات.

لكن، و رغم كل هذا عرف المغرب العديد من الاحتجاجات ودينامية إجتماعية متواصلة، فهل انطفأت شرارة حركة 20 فبراير إلى الأبد أم هي قادرةٌ أن تجدد نفسها وتنبعث روحاً جديدة داخل المجتمع؟

صحيح أن المغرب عرف حركية متواصلة، وحركات متعددة رافعةً شعارات 20 فبراير في الريف وجرادة وأوطاط الحاج وفنيدق…، مع بعض الحركات الاحتجاجية الفئوية  ( معلمين، أطباء، ممرضين…)، في المقابل استطاعت حركة 20 فبراير انذاك تجميع المغاربة تحت مظلةٍ مطالب موحدة أساسها الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة.

فبرغم الردة الحقوقية والسياسية التي يعيشها المغرب والإجهاز على معضم مكتسبات” 20 فبراير “، فلم تتمكن الدولة من الإجهاز على أهم مكتسب حققته الحركة وهو كسر جدار الخوف في زمن القمع والتشريد.

كخلاصة أساسية يمكن القول أن  “حركة 20 فبراير” كانت هزةً أرضية ضربت مدن المغرب بأكملها خلفت هزات ارتدادية على مدار العشرية الأخيرة، الأن تبدو الحاجة أكثر إلى ظهور هزة جديدة تستفيد من تجربة حركة 20 فبراير و تتفادى أخطاءها، توقظ المواطنات والمواطنين من سباتهم العميق وتهزّ العقول والضمائر.

*منسق الهيئة المحلية لفيدرالية اليسار الديمقراطي بالفداء مرس السلطان.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
لحسن عبدي
المعلق(ة)
21 فبراير 2021 11:58

لست قاريء فناجين ، لكن اعرف جيداً أن الاحتجاجات مهما كانت وتكررت لن تغير منا قيد انملة ، لسبب واحد ووحيد لان عدم وحدة النسيج المغربي الفسيفساء ، حقيقة تستغل وتؤطر ، وتتغذى منها الاحزاب وكل الجمعيات وأشخاص زده شعيرا ويغفل عنها المفكرون والحقوقيون المخلصين ، الحل ثورة ثقافية منتوج وطني مغربي خالص لا غرب ولا قومية ولا …

Borass
المعلق(ة)
21 فبراير 2021 04:47

مع الاسف أعضاء في الحركة باعو الماتش و شدو فلوس و البيجيدي ستغلو الموقف و طلعو على ضهرهم

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x