لماذا وإلى أين ؟

خبير يُعَدّد ما سيجنيه المغرب من اعتماده ضمن قائمة مراقبة “تمويل الإرهاب”

اعتمدت منظمة مجموعة العمل المالي المعروفة اختصارا بـ”fatf” المغرب ضمن قائمة الأماكن الجيدة لمراقبة “تمويلات الإرهاب”، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول المكاسب التي ستعود على المغرب بعد هذا التقرير، ولماذا تم اعتماد المغرب ضمن هذه اللائحة.

لا نقص من قيمة المغرب

وأوضح المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية عصام لعروسي، أن هذا “هذا التقرير لا ينقص من قيمة المغرب كبلد آمين، إذ صدر تقرير  أمريكي هذا الأسبوع يبين أن المغرب من أكثر المناطق الآمنة في العالم، ويعتبر منطقة خضراء، وحتى بالنسبة للسياحة فالمغرب يعتبر بلدا آمنا”.

وأضاف لعروسي، في حديثه لـ”آشكاين”، أن هناك “عنصرا أخرا يتعلق بالمجهودات التي يبذلها المغرب في مكافحة الإرهاب، خاصة في ما يتعلق بالمجهودات التي يقوم بها المغرب في مراقبة تمويلات الإرهاب وهو موضوع شغل المخابرات العالمية، باعتبار أن هناك العديد من الدول التي تحتضن تمويلات الجماعات الإرهابية”.

موردا أن “المغرب حقق العديد من المكتسبات على صعيد تتبع هذه الجماعات، ومن أين وكيف يحصلون على التمويل وغير ذلك من آليات المراقبة، حتى في ما يتعلق بجريمة تبييض الأموال ومحاربة الجريمة الإلكترونية التي حقق فيها المغرب خبرة كبيرة”.

انعكاس لجهود مبذولة

وأردف لعروسي قائلا، إن “هذا التقرير أو غيره من التقارير هو انعكاس لحقيقة هذا المجهود المبذول من قبل السلطات الأمنية في هذا المجال، من أجل الحصول على مراكز متقدمة على مستوى الأجهزة الأمنية العالمية، والتنسيق معها لحصر هذه الظاهرة والقضاء عليها ولتتبع طبيعة المال ومن أين يأتيها المال في البلدان التي تحتضن هذه الجماعات”.

“ورغم أن هذا التقرير صادر عن وكالة دولية غير معروفة”، يضيف محدثنا  “إلا أنه يعطي أهمية لمجهودات المغرب خاصة على مستوى تفكيك الجماعات الإرهابية التي يتم ضبطها بين الحين والآخر، والتي يضبط في حوزتها أموال حصلتها بطرق غير قانونية”.

وأشار المتحدث نفسه، إلى أن “المغرب، خلال سبع سنوات الأخيرة، طور كثيرا من آليات محاربة الإرهاب والميكانيزمات التي أصبحت تعمل بالتنسيق مع المنظمات المتخصصة في هذا المجال، خاصة الإنتربول، إذ أن المغرب يعتبر جهة موثوقة بها في ما يتعلق بتبادل المعطيات والبيانات”.

تحسين صورة المغرب

وشدد لعروسي، على أن ” هذه التقديرات القادمة من بعض المنظمات الدولية، مهما اختلفت قيمتها والجهة التي أصدرت هذا التقرير، فإن المغرب بذل مجهودات كبيرة فيما يتعلق بمحاربة الأموال المشبوهة التي تساهم في عماليات الإرهاب ودعم الجماعات الإرهابية، خاصة في المناطق الشمالية والإفريقية وجنوب الصحراء”.

ويرى المحلل السياسي نفسه أن “هذه التقارير التي تروج عبر العالم، تساهم في تحسين صورة البلد وتجويد مصالحه الأمنية”، مشيرا إلى أن “البيئة الآمنة تسمح بالكثير من الإمكانيات: تسمح باستثمار آمن، عيش آمن، سيادة ثقافة التسامح وثقافة الاعتدال، خاصة أن المغرب كانت له تجارب كبيرة في مجال الأمن الروحي من خلال تكوين الأئمة الأفارقة”.

وخلص الخبير في العلاقات الدولية نفسه، عصام لعروسي، إلى أن “الكثير من البلدان الإفريقية اعتمدت على التجربة المغربية ووثِقت فيها، ما يفسر أن المغرب يلعب دورا آنيا، سواء على مستوى الأمني الصرف، من خلال استراتيجيات عن كيفية محاصرة هذا المد الإرهابي، خاصة فيما يتعلق باستخدام الأموال السوداء وأيضا على مستوى الأمن الروحي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x