لماذا وإلى أين ؟

“الحركة التصحيحية” تتوعد أخنوش بإفراغ حزبه من المناضلين قبل الانتخابات (حوار)

أعلن عدد من الغاضبين من داخل حزب التجمع الوطني للأحرار خلال شهر شتنبر من السنة الماضية، تأسيس حركة تصحيحية أو “تيار إصلاحي” بهدف “إعادة الحزب إلى مساره الطبيعي، وإخراجه من منطق التسيير المقاولتي والفردي” من طرف الملياردير والوزير عزيز أخنوش. إلا أن هذه الحركة اختفت منذ أشهر عن الساحة السياسية المغربية.

إختفاء الحركة، كسره إعلان ناطقها الرسمي سابقا؛ عبد الرحيم بوعيدة، إنضمامه بشكل رسمي إلى حزب الإستقلال وخوض الإنتخابات البرلمانية المقبلة في صفوفه وبألوانه. الأمر الذي اعتبر عدد من المتتبعين للشأن السياسي موت الحركة التصحيحية داخل حزب “الحمامة” بعد فشلها في تحقيق أهدافها المعلنة من قبل، وأبرزها “إعادة الحزب إلى مساره”.

في هذا الإطار، أجرت “آشكاين” حوارا مع الباحث الجامعي في السياسات العمومية بكندا وأحد مؤسسي هذا التيار داخل حزب “الحمامة”؛ ياسين البهلولي، حول كل ما يتعلق بالحركة والحزب خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الإنتخابية.

وفيما يلي نص الحوار:

بداية، أين اختفت الحركة التصحيحية منذ مدة؟ هل تخلت عن أهدافها؟

في الحقيقة، الحركة التصحيحية لم تختفي بتاتا، كل ما في الأمر أنها مرت لمرحلة ثانية أكثر تعبوية من المرحلة السابقة، تنبني على تشكيل مجموعات المناضلين المقصيين والمبعدين على المستوى المحلي ومساندتهم.

أما بخصوص الأهداف التي حددناها منذ اليوم الأول، فلم نقل يوما أننا سنزيل أحدا من موقعه. فنحن نؤمن باختلاف الرأي وبالممارسة الفاضلة للسياسة والعمل السياسي. أهداف الحركة حددناها في مساندة المناضلين الحقيقيين وفضح كل ما يقع من تدمير للحزب على المستوى الداخلي وإفراغه من أطره وتسييره كمقاولة وليس كمؤسسة دستورية، إلى جانب كسر جدار الخوف لدى المناضلين الذين كانوا يتخوفون من النطق بالحقيقة، والتنديد بتحكم الإدارة المركزية للحزب في كل صغيرة وكبيرة على مستوى جميع الإتحاديات والمنظمات.

مقاطعا .. البلاغ التأسيسي للحركة أكد أن هدفها الأول هو “إعادة الحزب إلى مساره الطبيعي”، فهل عاد؟

بالفعل، الهدف الأسمى هو إعادة الحزب إلى مساره الطبيعي، لكن للأسف لا يمكننا اليوم أن نقول إن الحزب عاد كما كان، بل بالعكس تماما زاغ عن مساره ويشهد اليوم انفجارا داخليا من مظاهره رحيل عدد من الكفاءات التجمعية. وبالتالي فالهدف المذكور يمكن أن يبلغه الحزب أو لا يبلغه، خاصة أن وضعه الراهن لا يفرح وكما ما بناه التجمعيين منذ عقود تم تدميره في مدة قصيرة من طرف القيادة الحالية.

بالرغم من غيابكم عن الساحة إلا أن الحزب ما يزال يشهد استقالات متتالية، هل لديكم دخل في ذلك؟

كما قلت من قبل، الحركة التصحيحية حققت مجموعة من أهدافها والنتائج نراها الآن باستفاقة المناضلين ورفضهم لإملاءات دائرة ضيقة لا تحترم لا الكبير ولا الصغير. فقاعة لائحة الشباب انفجرت في وجه تجارها ووهم أغاراس ومسار اللاثقة انفضح. وسوف تتفاجؤون أكثر باستقالات عديدة وثقيلة في المقبل من الأيام على مستوى العديد من الجهات.

نحن نأسف لمغادرتنا للحزب، ولكن لا يمكننا الاشتغال داخل مؤسسات هذا الحزب لأنها غير موجودة. فكل الأنشطة متوقفة والمنظمات الموازية مشلولة والقيادة الحالية تنتظر شيئا قد يأتي أو لا يأتي لا نعرف ماهو. حالة الانتظارية هي حال حزب التجمع الوطني للأحرار اليوم.

ياسين البهلولي ــ باحث في السياسات العمومية بكندا، وأحد مؤسسي الحركة التصحيحية داخل حزب “الحمامة”

في المقابل، بوعيدة غادر الحركة وانضم إلى حزب الاستقلال؟ كيف ترى ذلك؟

انضمام الأخ بوعيدة لحزب وطني محترم هو تحصيل حاصل لما قلته الآن. الرجل حُورب من داخل الحزب عندما كان رئيسا لجهة كلميم بطرق دنيئة استعملت فيها وسائل غير مقبولة، وعندما انخرط في الحركة التصحيحة استهدفوه شخصيا كما استهدفوني واستهدفوا النائبة البرلمانية الاخت وفاء البقالي والاخت القيادية نعيمة فرح والأخ أنيق، كما لم يحترموا حتى قيادات وطنية من طينة الأخ والأب محمد بنطالب والأخ القيادي محمد عبو.

والأخ بوعيدة لم يطرد من الجنة بل بالعكس غادر الحزب فائزا واكتسب تضامنا واسعا وكبيرا من فئات عريضة، والتحق بحزب كما قلت ستكون له كلمته في الإنتخابات المقبلة.

والأيام المقبلة ستعرف انتقال الكفاءات التجمعية لأحزاب وطنية وأحزاب جديدة، فالعديد من الأخوات والأخوة مطلوب ودهم اليوم من عدة جهات. سلسلة من المفاوضات محليا ووطنيا تقارب على الإنتهاء مع أحزاب سنعلن عن نتائجها في حينها.

طيب، هل يمكن أن تكشف لنا عن بعض الإنتقالات التي ذكرت وعن المدن التي ستشهدها؟

عائلة فضلي التجمعية بالفقيه من بصالح سترحل عن حزب “الحمامة”؛ وستلتحق بشكل رسمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، حيت استقبل رئيس الجهة مجاهد عدد من مكوناتها ووضع رهن إشارتهم جميع الإمكانيات من أجل الترشح في الاستحقاقات الإنتخابية المقبلة وضمان مقعد برلماني لـ”الجرار”.

كما أن جهات فاس مكناس وبني ملال خنيفرة ستشهد في الأيام القليلة المقبلة سقوط آخر القلاع التجمعية بالتحاقها إلى أحزاب سياسية أخرى، وقد تمت اتفاقات أولية سيعلن عنها في الأيام المقبلة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x