لماذا وإلى أين ؟

هل كان استقبال موريتانيا لوفد البوليساريو وراء تأجيل زيارة وزير خارجيتها للمغرب؟

تأجلت الزيارة التي كانت مرتقبة، اليوم الأربعاء 31 مارس الجاري، من طرف وزير الخارجية الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ احمد إلى العاصمة المغربية الرباط، والتي كان يحمل فيها رسالة خاصة لملك البلاد محمد السادس.

هذا التأجيل المفاجئ، جاء بعد أيام قليلة من استقبال رئيس موريتانيا لوفد من البوليساريو، في 24 مارس الحالي، بقيادة البشير مصطفى السيد، الذي يصفه الموريتانيون بـ”الجلاد” الذي عذب العشرات من أهاليهم، والمتابع في قضايا التعذيب من طرف القضاء الإسباني، وهو ما خلف موجة استياء في الأوساط الموريتانية بسبب هذا الاستقبال لشخص مطلوب لدى القضاء الإسباني.

ويبدو أنه من المرج أن يكون هذا الاستقبال لوفد البوليساريو، وراء هذا التأجيل، كما أكد ذلك، المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية، الذي أكد على أنه  “من المرجح أين يكون هذا التأجيل مرتبطا بمسألة استقبال الرئيس الموريتاني لوفد البوليساريو، خصوصا في الوقت الذي كان فيه نوع من التقارب الكبير، في الآونة الأخيرة، ما بين المغرب وموريتانيا، والذي تجسد بعد أحداث الكركارات، التي أظهرت وجود تنسيق عسكري بين البلدين، ما جعل

المحلل والباحث في العلاقات الدولية محمد شقير

موريتانيا حينها تغلق المنافذ التي كان يتسلل منها البوليساريو على الحدود الموريتانية، وهي نفس العملية التي كان يقوم بها  المغرب في المنطقة العازلة”.

وقد يكون استقبال رئيس موريتانيا لهذا الوفد في ظل التقارب الملحوظ بين بلده والمغرب، عاملا أساسا في كسر قشة هذا التقارب على ظهر التشويش المتواصل لعناصر الجبهة، إذ أن أوجه التقارب وصلت حَدّ إبداء المغرب “الرغبة في زيارة ملكية إلى موريتانيا، الشيء الذي يؤشر على وجود تطور في العلاقات الموريتانية المغربية”، يقول شقير في حديثه لـ”آشكاين”.

مستدركا بأن “هذا الاستقبال كسر هذا التوجه، وجعل الدبلوماسية المغربية تعطي إشارة ورسالة بعدم قبولٍ، أو النظر بعين عدم الرضا لهذا الاستقبال، والذي يأتي في تناقض مع التوجه الذي كانت كل إشارتها تدل على التقارب بين البلدين”.

إلا أن هذا التأجيل أو أو الرفع من منسوب التقارب قد يكون مسلة وقت ليس إلا حتى تدك موريتاينا مصالحها الكبرى التي تتقاطع مع علاقتها الإيجابية مع المغرب بعيدا عن التشويش الدبلوماسي للجزائر والبوليساريو، كما يوضح ذلك المحلل السياسي نفسه بالقول إن “الأمر مجرد مسألة وقت فقط، لأن مورتانيا بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، وبعد أحداث الكركارات، فالأكيد أنها ستنظر على أن مصالحها مع المغرب، وهو ما سيحقق المزيد من التقارب بيناها وبين المغرب رغم كل هذا التشويش الذي تقوم به المغرب والبوليساريو، لأن أي تقارب مغربي موريتاني لا يخدم مصالح الجزائر ولذلك نراها تعمل على تكسير هذا التوجه والتشويش عليه”.

وعن إمكانية أن يكون هذا التأجيل بسبب رفض المغرب أي وساطة موريتانية في إعادة استئناف التفاوض بين المغرب وجبهة البوليساريو، أكد شقير في تصريحه لـ”آشكاين”، على أنه “من الصعب جدا القبول بوساطة موريتانية لأنها غير ملتزمة للحياد، لأنه أولا معترفة بجبهة البوليساريو وما يسمى الجمهورية الصحراوية”.

إذ أن “هذه المسألة ستجعلها وسيطا غير محايد ومقبول من كلا الطرفين”، خاصة من طرف المغرب، يورد شقير”لأن المغرب يعتبرها، رغم ما تصرح به من التوازن والحياد الإيجابي، إلا أن اعترافها بالبوليساريو ينتقص من دورها كوسيط له مصداقية خاصة من طرف المغرب”.

وكانت مصادر إعلامية موريتانية قد كشفت، اليوم الأربعاء، تأجيل زيارة وزير الخارجية الموريتاني إلى المغرب، لوقت لاحق، مؤكدة نقلا عن مصادرها على أن “الزيارة لم يتم إلغاؤها ولكنها أجلت إلى تاريخ آخر، بسبب إجراءات مكافحة كورونا المتبعة في المغرب”، مشيرة إلى أنه “لم يعلن في الرباط منذ بداية الجائحة، عن استقبال القصر الملكي في الرباط لوفود خارجية إلا نادرا ووفق ترتيبات خاصة”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
العلمي
المعلق(ة)
31 مارس 2021 19:44

هادو فين تعلموا السياسة
البارحة الرئيس يستقبل مسؤول البوزبال
و اليوم وزير خارجية الموريتاني يريد استقبال من العاهل المغربي

الله ياودي !

اللعب على الدقون لا يكون مع المغاربة
اما انتم معنا او ضدنا
المغرب من الاحسن ان يجد ممرات عبر ميناء الداخلة و يعني السوق
اليوم كانت زيارة بوكادوم للنيجر و كان فيه انقلاب و لم ينجح

الدول التي يحكمها العسكر ليس لها رؤية ، السلطوية و التسلط فقط

مغربي
المعلق(ة)
31 مارس 2021 19:39

افضل حل للمغرب هو الاسراع في بناء ميناء الداخلة الاطلسي وربطه مع السينيغال وتمديد الجدار الى الحدود الموريطانية وغلق الحدود مع موريطانيا وخلي باباهم اموتو بالجوع راهم غدارين مافيهم خير

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x