لماذا وإلى أين ؟

هل تحل مكالمة العاهل الإسباني بالملك محمد السادس أزمة البلدين؟

لا شك أن المغرب مصر على موقفه من إسبانيا التي يرى أنها لا تتعامل بنفس مبادئ الديبلوماسية المتفق عليها ولا تتعامل بحسن الجوار، الأمر الذي يظهر جليا في اللغة التي يختارها للرد على الجارة الشمالية على خلفية استقبالها لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، بإحدى مستشفياتها بشكل سري، ما دفع أيضا ملك إسبانيا، فيليب إلى استشارة رئيس حكومته للاتصال بالملك محمد السادس قصد حلحلة الخلافات والخروج من الأزمة..

عدد من المغاربة والمتتبعين للشأن العام بالبلاد يعتبرون أن المغرب يتحدى إسبانيا من خلال البلاغات المتعاقبة وكذا نبرة حديث وزير الخارجية ناصر بوريطة، مؤخرا، والتي رد فيها على إسبانيا بالقول إن “مغرب اليوم ليس مغرب أمس”، معتبرين أن مدريد تستعلي على المملكة ومن حق المغرب أن يقف لها بالمرصاد.

وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي المتخصص في العلاقات الدولية، خالد الشيات،”أعتقد أن المغرب لا يرفع التحدي في وجه إسبانيا وإنما من حقه أن يتساءل ما إذا كانت العلاقات المغربية الإسبانية ستستمر في إطار الاحترام المتبادل أو في هذا النسق المتوتر خاصة مع وجود بعض الاتجاهات الحزبية الداخلية، سيما أنهم يعتبرون أن المغرب بلد متخلف”.

وتابع الشيات بالقول “هناك رؤية استعلائية واضحة بالنسبة لإسبانيا تجاه المغرب”، معتبرا أن موقف الجارة الشمالية “موقف مجاني يعبر على الاستعلاء وعلى الإرث الثقافي الاستعماري الذي لا تزال محتفظة به”.

وشدد ذات المتحدث “إسبانيا اليوم ليست إسبانيا الأمس ومغرب اليوم ليس مغرب الأمس”، مردفا “بمعنى أن المغرب لا يحتاج للتذليل لإسبانيا لأنه دولة في طور النمو ولديه إمكانيات الدول الصاعدة كما أن البلدين لديهما علاقات متينة على المستوى الاقتصادي والسياسي والبشري والثقافي ما يمكن هذه العلاقات من أن تسير في مستويات أكثر تقدما”.

وأوضح الشيات “كانت هنالك مواقف مجانية من طرف الحكومة الإسبانية فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، والمغرب توجس من الاستمرار في علاقته مع إسبانيا في إطار التشكيك المستمر والمتكرر لإسبانيا فيما يتعلق بمعاكسة الوحدة الترابية للمغرب”، بحسب تعبيره.

لكن، يضيف المحلل السياسي، عندما تم استقبال غالي وكأن إسبانيا صبت الزيت على النار على اعتبار أن هذا الشخص تسبب في مجموعة من المآسي بالنسبة للمغاربة والأجانب، مشيرا إلى أن المغرب استغرب من طريقة استقبال الانفصالي ومحاولة التكتم عليه وباقي التفا

وبخصوص عزم العاهل الإسباني فيليب مكالمة الملك محمد السادس لطي الخلافات، يورد المتحدث “فأنا أرى أنه ليس هنالك من هو أكثر حماية للمبادئ القصوى والأولوية للمغرب أكثر من رئيس الدولة الملك محمد السادس، إذ لو كانت المسألة شخصية بين العاهلين أتصور أن تكون هنالك حلول، لأنه من المعروف أن الملك المغربي رجل متسامح ومثقف”.

لكن عندما يتعلق الأمر بالمصالح الأساسية للمغرب، يؤكد الشيات، فأنا لا أعتقد أن هناك مغربيا كيفما كان سواء تعلق الأمر بجلالة الملك أو بآخر مواطن مغربي كيفما كان، بمعنى أن أي مغربي سيكون له موقف غير طبيعي لأن المسألة ترتبط بكرامة الدولة والشعب ومستقبله وطبيعة علاقاته مع إسبانيا، وبالتالي لا الملك ولا الشعب ولا الدولة مستعدة للتضحية بالوحدة الترابية المغربية لصالح أي دولة أخرى”.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Midos
المعلق(ة)
22 مايو 2021 19:59

المغرب لا يواجه اسبانيا….انه يوجه رسالة للاتحاد الاوروبي (اياكي أعني واسمعي جارة) بأكمله لذلك من الصعب ان تقف بوجه الريح لوحدك….
السؤال هو هل سيبقى المغرب مصرا على موقفه في ظل غياب تضامن دولي ..وغياب وحدة الجبهة الداخلية…
من سيخسر بقطع العلاقات؟؟

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x