لماذا وإلى أين ؟

ما هي الدلالة السياسية للربط الجوي بين الداخلة والعاصمة الفرنسية؟

أعلنت الخطوط الملكية المغربية، اليوم الجمعة 18 يونيو الجاري، عن إطلاق خط جوي يربط العاصمة الفرنسية باريس بمدينة الداخلة بالاقاليم الجنوبية المغربية، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها.

وتأتي هذه الخطوة، بعد مجموعة من الاحداث التي شهدها ملف الصحراء المغربية، بدءً بالاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء مرورا بفتح قنصليات عدد من الدول العربية والافريقية بالاقاليم الجنوبية المغربية وصولا إلى توتر العلاقات المغربية مع كل من إسبانيا وألمانيا بسبب هذه الملف، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول هذه الخطوة والموقف الفرنسي من قضية الصحراء بعد الاحداث المذكورة.

أستاذ العلاقات الدولية والخبير في العلوم الأمنية وتسوية النزاعات؛ عصام لعروسي، يرى أنه لا يمكن أن تشكل هذه الخطوة مؤشرا عن إعتراف أو قرب إعتراف فرنسي بمغربية الصحراء، بقدر ما هو توظيف للدبلوماسية النفعية من أجل جني المزيد من المنافع من المغرب من جهة، والجزائر من جهة ثانية، بالنظر إلى التنافس الجيوسياسي والعسكري بين البلدين.

عصام لعروسي ـــ أستاذ العلاقات الدولية والخبير في العلوم الأمنية وتسوية النزاعات

وفي المقابل، يشدد لعروسي في تصريح لـ”آشكاين”، أن فتح خط جوي لربط الداخلة بباريس يؤكد المسعى الفرنسي بأن المنطقة مقبلة على انتعاش اقتصادي واستثمارات أجنبية بإحداث ميناء الداخلة الأطلسي، وهو نفس المنطق الامريكي، لافتا إلى أن فرنسا يهمها بالدرجة الاولى الحفاظ على مصالحها الاقتصادية فقط.

وخلص أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن خطوة الربط الجوي بين الداخلة وبباريس هو إشارة قوية مفادها إقرار فرنسي بحكم الواقع، وأن السلطة المغربية هي من يحكم المنطقة، وأن خلاف الصحراء بالرغم أنه يدخل في إطار التسوية الأممية فإن فرنسا تحاول مسك العصا من الوسط من أجل الحفاظ على مصالحها الاقتصادية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x