2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

آشكاين/إدريس بيكلم
مع دخول موسم الإنتخابات، تطفو على السطح ظواهر سياسية، أقل ما يمكن القول عنها أنها مسيئة للعمل الحزبي والسياسي ببلادنا، وتكشف عورات هذه الأحزاب وارتهانها لهدف كسب المقاعد والتمثيلية في المجالس المنتخبة، بدل القيام بواجباتها الدستورية والسياسية في التأطير والتكوين وتقديم أطر وكفاءات حزبية وسياسية كمرشحين عنها في الانتخابات البرلمانية والجماعية.
ينبغي على الأحزاب السياسية القيام بمهام التأطير والتكوين، والبديهي أن المنتسب إليها يجب أن يتلقى تكوينا سياسيا و مؤطرا بفكرها أو ايدلوجيتها ومدافعا عن برنامجها، حيت يكتسب التكوين الكافي داخل الحزب ليكون متمكنا من البرنامج العام للحزب وأهدافه ، لذلك فالحزب السياسي عليه أن يكون أكتر قدرة على إجاد العناصر الأكتر تقدما بين أعضائه، القادرة على الدفاع على برنامجه في المحافل العامة والخاصة، فدور الأحزاب السياسية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هو الدي تمارسه عندنا بهذه الطريقة، حيت تعمد إلى استقطاب المرشحين من أعضاء أجزاب أخرى، أحيانا تكون منافسة لها أو حتى مخالفة لها ايديولوجيا وحتى سياسيا، فكل شيء مباح لديها ، لأجل الفوز بمقعد انتخابي في دائرة محلية أو برلمانية، يسمح بكل شيء ولو شكل نقيض ما كان يؤمن به الحزب أو يدافع عنه أو على الأقل يدعو اليه، وشاهدنا مؤخرا كيف انتقل اعضاء فرادى وحتى مجموعات من حزب إلى أخر، فلا يهم اللون السياسي غالبا في عمليات الترحال هذه، ولا موقع الحزب من المعارضة أو الأغلبية كان، بل يقوم في هذه الضاهرة على أسس متعددة أهمها المكاسب المادية ونيل تزكية الحزب والحصول على صفة وكيل اللائحة، وغير ذلك.
الاحزاب السياسية والتأطير السياسي
من بين المهام الدستورية للأحزاب السياسية مهمة تأطير المواطنين، نحو الإنخراط والمشاركة في تسيير شؤونهم العامة، وينقسم التأطير الى نوعين أو مهمتين أولى يقوم بها الحزب نحو أعضائه ومناضليه، من تكوين داخلي بأدبيات الحزب ومرجعيته وأفكاره وبرامجه التي يقترحها كبدائل للسياسات الحالية، وثانية نحو المواطنين من تعبئة ونشر لمواقف الحزب وتأطير انتخابي إلى غير ذلك، ويهمنا في هذا السياق ما تقوم به الأحزاب في اتجاه مناضليها أو أعضائها، من عمل داخلي يستهدف تكوين مناضلين وأطر حزبية قادرة على الترشح بإسمه والدفاع عن مواقفه وطروحاته في المؤسسات المنتخبة، وهو الأمر الذي كان من المفروض أن يكون السمة الغالبة على عمل الأحزاب السياسية، خاصة في عملية الإعداد للإستحقاقات الانتخابية، عبر إعداد أطر حزبية مكونة متشبعة بمرجعية الحزب وطروحاته ووضعها في القوائم الانتخابية للتنافس على المقاعد في البرلمان والمجالس الأخرى، أما والحال لدينا هو خلاف ذلك، حيت تنخرط الأحزاب السياسية المغربية في حملات إستقطاب حادة لوجوه انتخابية في كل نهاية ولاية انتدابية وبداية أخرى، في عملية أشبه كثيرا بانتقالات اللاعبين في الدوريات الكروية العالمية، كل شتاء وصيف، المعروفة “بالميركاتو”، وخاضعة هي الأخرى كما ميركاتو اللاعبين للإغراءات والإمتيازات وحتى للقيمة السوقية أحيانا.
يؤدي هذا الأمر إلى إضعاف شديد لهذه الأحزاب وإفراغها من طاقاتها وأطرها، لطالما يتم تجاهلهم في كل عملية انتخابية، واقصائهم عن وكالة اللوائح بل وجعلهم في كثير من الأحيان أرانب سباق ومكلفين بالتعبئة والدعم لاشخاص لا علاقة لهم بالحزب ولم يتدرجو منه، أسقطو على الحزب إسقاطا لهدف نبيل مقعد انتخابي ونظرا لما يتوفر عليه من حضوة سياسية وإمكانيات مادية وانتخابية. وهكذا وحتى يتمكن الزعيم السياسي أو قيادة الحزب من تثبيت المنتسبين الجدد، فإن كل شيء مباح من إدماج في الهياكل المحلية والوطنية للحزب، مرورا بمنح التزكيات الانتخابية لهم وصولا أحيانا لطرد مناضلي الحزب وأبنائه، الرافضين لإغراق الحزب بوجوه بعيدة عن توجهاته وأهدافه، كما كان عليه الحال في الإتحاد الإشتراكي وحزب الإستقلال، فالمهم لدى قيادة الحزب هو النتيجة ، ولا تهم الوسيلة، ولا هدف أو نبل الفكرة، فكم من حزب أصيب بنيران من استقطب، فيما بعد وهاجروه فرادى وجماعات، ومآل البام حاليا يقدم الدليل.
أي مرشح لأي حزب؟
يبدو السؤال منذ الوهلة الأولى بسيطا والإجابة بديهية، نريد مرشحا متمكنا من برنامج الحزب وأهدافه، عارفا لخطه السياسي والإيديولوجي إن وجد، لكن ممارسة الأحزاب في بلدنا تخبرنا أن جواب هذا السؤال ليس كما نظن، أو كما نأمل، فالأحزاب باتت تراهن على شخصيات من خارجها، لم تتلقى يوما تكوينا حزبيا ولا سياسيا، ومعروفون بالانتقال من حزب لآخر حسب الظروف والعروض، وحسب موقع الحزب من العملية السياسية، ودرجة قربه من السلطة، فأغلب من استقطب بمناسبة الانتخابات من أعيان خبروا العملية الانتخابية، ويمتلكون مفاتيح الضفر بالمقعد الانتخابي، سواء عن طريق استعمال المال الانتخابي، أو الولاءات العائلية أو القبلية وغيرها، ولكنهم يمتلكون فرصا كبيرة لكسب مقعدهم الانتخابي، وهكذا فزعماء الأحزاب السياسية تسعى أو تركض وراء إقناع هذه الفئة بالترشح باسمها حتى تتمكن من حصد المقاعد في الانتخابات، حيت تعلم أن الاعتماد على كفاءات الحزب وأطرهم لوحدهم لن يبوؤو الحزب المراتب المرجوة، ولذلك تقوم بفتح الحزب لكل القادمين سواء من أحزاب أخرى شريطة توفره على حظوظ وافرة للفوز بمقعد دائرته، أو من تكنوقراط يتم تلوينهم بلون حزبي بسرعة البرق، ليكونو نوابا أو حتى وزراء وأمثلة كثيرة شاهدة على ذلك في المشهد الحزبي المغربي.
إن الانتضارات من الأحزاب السياسية المغربية كبيرة، لكن واقع ممارستها يجعلنا في موقع السؤال عن جدوى هذه الأحزاب أصلا، لطالما لم تستطع تكوين أطر حزبية قادرة على تبني خطاب ومرجعية الحزب في العمليات الإنتخابية، وتلجأ لاستيراد كائنات إنتخابية هجينة لا لون ولا طعم سياسي لها، كل ما تفعله حشد الأنصار بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، لنيل المقاعد والفوز بالتمثيلية وبعدها يعود الوضع إلى سابق عهده فلا تنمية تحققت ولا مجالس فعلت كما يجب، كما يداهمنا في هذا الصدد وبقوة سؤال، ماجدوى استمرار الإنفاق العمومي على هذه الأحزاب من جيوب دافعي الضرائب؟ فالأصل فيه، عملها على التأطير والتكوين والمنافسة الشريفة في العمليات الإنتخابية، فإن غاب كل هذا لم يعدد للأصل في الأمر وجود وعليه ينتفي سبب وجوب الدعم العمومي لهذه الأحزاب.
هذه المرة سنخاطب دكاكين الانتخابات بلغة قد يفهمونها!!
اكبر سيركو في تاريخ الانتخابات فالبلاد!!
شوهتوا البلاد و شوهتونا قمة الحموضية!!
اليوم مع فرقة غذا مع اخرى!!
و تردون و تنتقدون السيد الجواهري!!