لماذا وإلى أين ؟

قيادي سابق في البوليساريو: هكذا ستتعامل الجزائر مع دعوة الملك لفتح الحدود (حوار)

جدد الملك محمد السادس دعوة جديدة إلى حكام الجزائر من أجل “العمل سويا، دون شروط، من أجل بناء علاقات ثنائية أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار”، داعيا الجزائر إلى فتح الحدود.

وطبعا، فهذه ليست هي المرة الأولى أو الثانية التي يدعو فيها ملك المغرب حكام الجزائر إلى العمل على بناء علاقات ثنائية أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول إلحاح المغرب على تطبيع العلاقات مع الجزائر وعلاقة ذلك بمسألة الصحراء.

وفي هذا الحوار، يكشف مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، المفتش العام السابق في شرطة جبهة البوليساريو، والمعتقل السابق لدى هذه الأخيرة، خلفيات تجديد المغرب دعوته إلى تطبيع العلاقات مع جاره الشرقي خاصة في هذا التوقيت، وعلاقة ذلك مع مسألة الصحراء، كما تحدث محاور “آشكاين” عن ردة فعل الجزائر بعد هذا النداء الجديد.

وهذا نص الحزار:

بداية، ما خلفيات تجديد دعوة المغرب إلى تطبيع علاقاتها مع الجزائر (التوقيت+السياق)؟

المغرب لم يكن هو السباق للتصعيد مع الجزائر. ولإجلاء اللبس عن كل ما يشاع عن نوايا المغرب اتجاه الجزائر، جاء خطاب عيد العرش واضحا ومباشرا وصريحا أن ما يضر الجزائر يضر المغرب. ما يعني أن قرارات المغرب السيادية وتنوع علاقاته الدولية ليست مبنية على نية ضرر الجزائر.

وبالتالي فخلفيات الخطاب الموجه للجزائر تأتي بنية فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين والشعبين بعد تصعيد وتوتر إعلامي لا يخدم أحدا في الجزائر ولا في المغرب.

والسياق، فالخطاب جاء بعد أن اكتملت المؤسسات الدستورية في الجزائر، وباتت الجزائر تحكمها سلطة جديدة بالكامل: رئيس وبرلمان وحكومة بعد ثورة الشعب الجزائري ضد السلط القديمة التي كانت على عداء مع المغرب. وقد أشار جلالة الملك في خطابه إلى هذا الامر بإشارته أن الرئيس تبون لم يكن موجودا في السلطة وقت قرار غلق الحدود بين البلدين. وأن الظروف التي أدت إلى غلق الحدود أصبحت متجاوزة.

بهذا الخطاب أبرأ المغرب ذمته أمام الشعب الجزائري والمجتمع الدولي بدعوته الصريحة إلى فتح حوار بناء بين البلدين دون شروط مسبقة، وترك للرئيس الجزائر حرية إختيار التوقيت المناسب لذلك.

هل يريد المغرب حسم مسألة الصحراء من خلال تطبيع علاقاته مع الجزائر؟

قضية الصحراء مرتبطة فعليا وواقعيا بمدى تطور العلاقات الجزائرية المغربية، وأي تقارب جزائري مغربي بالتأكيد سينسحب على قضية الصحراء، وسيقرب من إيجاد تسوية لها. فالجزائر هي من يأوي ويدعم جبهة البوليساريو.

طيب، وهل ستستجيب الجزائر لهذا النداء الجديد في نظرك؟

من المستبعد أن تستجيب الجزائر لهذه الدعوة، كما في كل مرة يمد فيها المغرب يد المصالحة للجزائر.

فالعداء مع المغرب كان دائما أساس من أسس الخارجية الجزائرية، ووسيلة لاستمرار حكم العسكر في هذا البلد. فاستمرار تسويق وجود تهديد خارجي يعطي للعسكر شرعية الاستمرار في التحكم في البلد.

ولا أتوقع علاقات جيدة بين المغرب والجزائر قبل انتهاء الجيل والفكر الحاكم في الجزائر منذ مطلع ستينيات القرن الماضي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Yassir
المعلق(ة)
2 أغسطس 2021 12:36

الكابرانات يجثمون على انفس الجزائريين و لا أحد يستطيع مخالفتهم الراي و العداء للمغرب هو غذاء العسكر للاستمرار على قيد الحياة حاكما فعليا في الجزائر

من اسا الزاك
المعلق(ة)
2 أغسطس 2021 10:55

خطاب جلالة الملك سيبقى مشهودا في التاريخ ووصمة عار في جبين العسكر الجبان. كل متتبع للاحداث يفهم جيدا ان حكم الكابرانات
يضمن وجوده فقط بالعداء للمغرب (العدو الخارجي) وبالتالي تبقى كل قنوات الاعلام في الجزائر مسخرة مائة ٪؜ لهذا الغرض ويبقى المواطن العادي هو الضحية فيصبح هو بدوره مساهمًا في نشر العداء للجيران.

مواطن
المعلق(ة)
1 أغسطس 2021 23:13

ما قاله مصطفى هذا صحيح . كلامه في الصميم . لن ينتهي نزاع الجزائر للمغرب إلا بزوال الجماعة الإرهابية المتكونة من الجنرالات .

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x