لماذا وإلى أين ؟

خلفيات قرار الجزائر إعادة النظر في علاقتها بالمغرب واستنفار جيشها على الحدود

في خروج إعلامي مثير لحكام الجزائر، إتهم المجلس الأعلى للأمن الجزائري المغرب بدعم ومساعدة حركة “الماك” التي تنادي باستقلال منطقة القبائل من الجزائر، مشيرا إلى أن “المغرب يكرر أفعالا عدائية ضد الجزائر”، مقررا “إعادة النظر في العلاقات بين البلدين وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية”.

وحيث أن قرار الجزائر يأتي بعد أسابيع قليلة من خطاب ملك المغرب الذي دعا فيه حكام الجزائر إلى تجاوز الخلافات بين البلدين وفتح الحدود البرية المغلقة، فإن الأمر يطرح أكثر من علامة استفهام، خاصة فيما يتعلق بخلفيات وأهداف التهم التي وجهتها الجزائر إلى المغرب الذي طالب بتجاوز الخلافات.

في هذا الإطار، شبه أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية وتسوية النزاعات؛ عصام لعروسي، ما أقدم عليه حكام الجزائر بـ”مسرحية هزلية وساخرة، لا يقبلها ولا يقتنع بها عاقل”، معتبرا أن قرار الجزائر إعادة النظر في العلاقات بين البلدين ما هو إلا “محاولة للهروب إلى الأمام”.

عصام لعروسي ـــ أستاذ العلاقات الدولية والخبير في العلوم الأمنية وتسوية النزاعات

وقال لعروسي في حديثه مع “آشكاين”، إن “الجزائر تعيش مأزقا سياسيا داخليا بسبب الحراك الشعبي والحرائق والأزمة القبايلية، ولذلك فحكامها ينهجون سياسة النعامة والهروب إلى الأمام من خلال محاولة توريط المغرب في إطار ما يسمى بتصدير الأزمة إلى الخارج”، مشددا على أن حكام الجزائر “أخلفوا الموعد مرة أخرى مع التاريخ ويحاولون تقديم المغرب كقربان للشعب الجزائري”.

ويرى المتحدث، أن كل “المبادرات الإيجابية التي يقدم عليها المغرب من أجل طي صفحة الخلاف مع جارته الشرقية، يقابلها حكام هذه الأخيرة بالعدوانية ورفض أي نوع من التقارب بين البلدين”، مشيرا إلى أن اتهام المغرب بدعم حركة “الماك” لا أساس له، لأنه ليس هناك دعم رسمي بل كان تصريح لدبلوماسي مغربي، هو في آخر المطاف مناورة وليس عقيدة سياسية”.

وخلص لعروسي، إلى أن التجارب أكدت أن تصريحات حكام الجزائر دائما ما تسير في الاتجاه المغالط لحقيقة الواقع الدولي والاقليمي، وملف الانفصالي غالي كشف ذلك بشكل واضح”، مسترسلا “في حين أنه في المقابل نجد أن المغرب يمد يده دائما إلى المصالحة من أجل تجاوز الخلافات وفتح الحدود والشروع في بناء المغرب الكبير”، وفق تعبير المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Jamal
المعلق(ة)
19 أغسطس 2021 19:56

بعد مسرحية بن بطوش و دخول غالي اسبانيا بجواز سفر جزائري ووووو كل الاستفزازات الجزائرية اتجاه المملكة الشريفة و بعد ثالث خطاب ملكي من أجل طي صفحة الخلاف و النظر للمستقبل جاء الرد المنتظر من الجار الشرقي بكل بحاجة و عنترية ليتهم المغرب باطلا فهذه زلة كبيرة تظهر حقد و عداوة الجيران فنصيحتي أن يركز المغرب في طريق التنمية و التطور و خاصة في المناطق الحدودية الشرقية بتركيز استثمارات مهمة للنهوض بها و كذلك تقوية الجيش و عدم الالتفات لهذه الترهات الآتية من حاسد حقود لا يعرف حق الجار .

أحمد
المعلق(ة)
19 أغسطس 2021 10:21

قررت الجزائر “إعادة النظر في العلاقة بين البلدين”، وكأنها كانت علاقة “سمن على عسل” وسيعاد فيها النظر…في ماذا ستعيد النظر وهي في الأصل كانت زفت؟

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x