الجزولي: مؤسسة الزواج تمر فعلا بأزمة عميقة
أكد عدنان الجزولي، أستاذ جامعي بجامعة محمد الخامس بالرباط، على أن “مؤسسة الزواج تمر فعلا بأزمة عميقة لا يريد المجتمع وقيمه السائدة الإعتراف بها والوقوف عند أسبابها ومظاهرها ونتائجها الكارثية خاصة على أوضاع المرأة والأطفال”، بسبب “العنف اللفظي والجسدي والنفسي والجنسي ضد النساء”.
واعتبر الجزولي، في تدوينة على صفحته الإجتماعية، أن المجتمع المغربي في “عمقه لا زال ذكوريا بل قاسيا في ذكوريته”، مضيفا أنه “باسم هذا التفوق الجنسي الذي يأخذ طابعا اقتصاديا واجتماعيا في كثير من الأحيان، يتم استخدام العنف بكل أشكاله ضد المرأة كإنسان وكيان”.
وأردف الأستاذ الجامعي، “حديثي عن الموضوع هذا لا يعني أنني اكتشفته اللحظة بل تعرفت عليه عن قرب منذ انتمائي الى مجموعة 8 مارس في ثمانينات القرن الماضي”، وزاد ” كنت أعتقد مثل كثير من المناضلات والمناضلين بأن الأمور ستتحن بحكم تطورات العصر وتجدد القوانين ودخول مفاهيم جديدة الى الحياة الاجتماعية وبروز أجيال جديدة من النساء والرجال يعرفون ما لهم و ما عليهم”.
واستدرك الجزولي حديثه، قائلا: ” إلا أن ما يجري أمام أعيننا وما نعاينه من مآسي يؤكد بأن ظاهرة العنف بكل أشكاله ضد المرأة خاصة في الفضاء العام وداخل مؤسسة الزواج في تصاعد مستمر وتخترق كل الطبقات والفئات الاجتماعية بغض النظر عن المستوى الاقتصادي او التعليمي أو الانتماء الإجتماعي”.
وفي هذا الصدد، سجلت وزارة العدل إنتقال نسبة العنف الجسدي ضد النساء، من 54.8 بالمائة إلى 63.3 بالمائة، موضحة أن نسبة الاعتداأت الجسدية التي يترتب عنها عجز لمدة تفوق 20 يومًا في المرتبة الثانية بنسبة 14.8 بالمائة من إجمالي الحالات. في مقابل الاعتداأت الجسدية التي يترتب عنها عجز لمدة تقلّ عن 20 يومًا هي الأكثر شيوعًا في تصريحات النساء ضحايا العنف أمام المحاكم، وهي تشكل نسبة 47.7 بالمائة من إجمالي الحالات.
كما بلغت عدد الحالات المسجلة لدى مختلف المصالح الأمنية 15 ألفا و865 حالة في سنة 2014، مقابل 15 ألفا و865 حالة خلال سنة 2013، مسجلة بذلك نسبة ارتفاع بلغت 1.8 بالمائة.
كما يلاحظ أن النساء المتزوجات هنّ الأكثر عرضة للعنف الجسدي مرتين فأكثر من غير المتزوجات، حيث بلغ عددهن 7962 حالة سنة 2014، مقابل 3444 من النساء غير المتزوجات، بينما بلغ عدد المطلقات اللواتي تعرضن للعنف الجسدي 2039 حالة.
