2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

زار المغرب، أمس الثلاثاء 30 نونبر الجاري، وزير الدفاع البرتغالي، جواو غوميش غرافينيو، مرفوقا بوفد هام على رأسهم السفير المفوض فوق العادة لبلاده بالمغرب، والملحق العسكري بسفارة البرتغال بالرباط،.
و استقبل الوفد البرتغالي، وفق بلاغ للقوات المسلحة الملكية أطلعت عليه “آشكاين”، وبتعليمات ملكية، كل من الجنرال دوكوردارمي، بلخير الفاروق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، وعبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، خلال زيارة عمل للوفد البرتغالي، التي شملت الحديث عن “مختلف جوانب التعاون الثنائي العسكري، لا سيما في مجالات التدريب والتكوين العملياتي”.
وتأتي هذه الزيارة في ظل ما تشهده المنطقة المغاربية من توتر إقليمي، علاوة على حالة “التذبذ” التي تشهدها العلاقات المغربية الإسبانية، ما يطرح التساؤل عن خلفيات هذه الزيارة لوفد عسكري رفيع من البرتغال إلى المغرب.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير العسكري والباحث في المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، حسن سعود، أن “هذا التعاون العسكري الأمني مع البرتغال ليس جديدا، سواء بالنسبة للجيش أو الدرك أو مختلف المصالح الأمنية، سواء ما يخص التعاون الثنائي والذي يعتبر قديما، أو التعاون المتعدد الأطراف، لأن المغرب والبرتغال مشاركان في منظومة “5+5 دفاع”.
وأوضح سعود، في تصريح خص به “آشكاين”، أن “المغرب أصبح قبلة للعمليات والمناورات الدولية، لأنه يتمتع بخبرة وتجربة في العمليات المتعددة الأطراف، بدليل عدد الدول التي تشارك مع المغرب في مثل هذه المحطات، والبرتغال جار تربطنا معه علاقات دبلوماسية جيدة، وعلاقات عسكرية في مستوى جيد”.


ولفت المتحدث الانتباه إلى أن “الرهانات كلها تجمعنا مع البرتغال، منها محاربة الإرهاب الذي يعتبر الرهان الأول الذي يجمعنا مع البرتغال، كون المقاربة المغربية متعددة الأهداف، وكمدرسة ناجعة إلى حد الآن، فإن التجربة المغربية أعطت ثمارها”.
وأضاف أن “المغرب لديه شراكة مع البرتغال في الأمن البحري، وهناك مناورات في هذه الأيام، علاوة على زيارة كاتب الدولة في الصناعة بالبرتغال للمغرب بين 20 و23 نونبر المنصرم، إضافة إلى مناورات بين فرقاطة “ألباريس كابرال” البرتغالية وفرقاطة محمد السادس المغربية”.
وتابع محدثنا أن خلفيات الزيارة تندرج أيضا في “معالجة إشكالية الهجرة التي تهم الجانبين، كون المغرب لديه مقاربة ناجعة وإنسانية تعطي مثالا، والبرتغاليين يأخذونها بعين الاعتبار”.
وأردف سعود أن “هناك رهانا صاعد بين البلدين هو الأمن الرقمي، والذي يربطنا مع البرتغال تعاون فيه، دون أن ننسى الصناعة العسكرية، وهي تدخل أيضا في التعاون مع المغرب، وآخر تعاون لنا معهم هو التكوين والتدريب العملياتي”.
وشد الخبير العسكري نفسه أن “هناك رهانات إقليمية تجمع الجانبان، خاصة مع ما يقع في البحر الأبيض المتوسط وفي ساحل الصحراء، والمغرب لديه تجربة في محاربة الإرهاب بالنسبة لهذه المنطقة السوداء المتواجدة في الساحل، وهذا إجمالا ما كان ينتظر من التعاون العسكري الأمني”.
موردا ان “التعاون العسكري الأماني في هذا الاتجاه لا بد له من التوافقية بين الجانبين، لا سواء في العنصر البشري أو العتاد، او ما نسميه بالفرنسية “interopérabilité”، موردا أن “كل هذا يبحث عنه المتعاونون مع المغرب، من أجل تحقيق هذه التوافقية، لبلوغ نجاعة عَمَلِياتية في كل ما يخص التعاون المتعدد الأطراف، باعتبار المغرب قبلة بالنسبة لهذه المناورات العالمية لأنه أعطى صورة للتجربة والحنكة في هذا الميدان”.
وخلص سعود إلى أن “هذه الزيارة تأتي في إطار معاهدة تربط المغرب بالبرتغال، والتي تتضمن برنامجا سنويا تتخلله زيارات من هذا النوع، مرة تقام في الرباط ومرة في العاصمة البرتغالية منذ مدة طويلة وليست وليدة اليوم”.