لماذا وإلى أين ؟

وزير خارجية إسبانيا السابق يقترح حلولا لفك الحصار الاقتصادي المغربي على سبتة ومليلية

طالب وزير الخارجية الإسباني السابق، مانويل غارسيا مرغايو، بضرورة رهان مدينة مليلية على اقتصاد مستقبل مرتبط بأوروبا أكثر منه ارتباطاً بالمغرب للحفاظ على بقائها ضمن إسبانيا. وما صرح به ينطلق على مدينة سبتة بدورها.

وفي ندوة حول اقتصاد المدينة ومستقبلها وهي التي تعتبر حكومة حكم ذاتي، حسب وكالة أوروبا برس، نظراً للخسائر التي تعرضت لها بسبب جائحة كوفيد-19 ثم إغلاق المغرب لحدوده معها وإنهاء التهريب، يبرز الوزير السابق أن اقتصاد مليلية مستقبله رهين بنجاحه في تطوير العلاقات مع باقي إسبانيا وأساساً الاتحاد الأوروبي. وحثّ على ضرورة إيلاء أكبر أهمية بهذا الجانب والتقليل في المقابل من الارتباط بالمغرب. ويرى في التقليل من العالم الاقتصادي حفاظاً على السيادة السياسية للمدينة.

وكان مانويل مرغايو أكثر وزراء الخارجية الإسبان تطرفاً في ملف سبتة ومليلية المحتلتين، وطلب من المغرب سنة 2013 بأنه إذا أراد علاقات جيدة مع إسبانيا، فعليه عدم التطرق نهائياً إلى سبتة ومليلية.

وتعد مدينة مليلية ذات حساسية خاصة مقارنة مع سبتة، فالأخيرة تقع في أقصى شمال المغرب ولا يفصلها سوى مضيق جبل طارق عن إسبانيا، وهي نجحت في ربط اقتصادها بالمحيط الإسباني مثل منطقة الجزيرة الخضراء ومالقا بل وحتى مع صخرة جبل طارق، بينما مليلية بعيدة جغرافياً عن إسبانيا لأنها تقع في الشمال الشرقي للمغرب، وبالتالي تجد صعوبة في الاندماج التام في الاقتصاد الإسباني. وكانت مليلية تعتمد على الاقتصاد المغربي أكثر من سبتة. وكان آلاف المغاربة يدخلون يومياً إلى مليلية للتبضع وإعادة بيع هذه البضائع عبر ما يسمى التهريب، ويتعلق الأمر بمئات الملايين من اليورو سنوياً.

وتبحث عن صيغ متعددة لتطوير اقتصادها، وكانت حكومة الحكم الذاتي قد طرحت تطوير العلاقات مع الجزائر بإنشاء خط بحري للمسافرين والنقل، لكن تحت ضغط مدريد تراجعت بحكم حساسية الموضوع للمغرب.

وتسطر حكومة مدريد برنامجاً خاصاً يسمى «المخطط الاستراتيجي لمدينتي سبتة ومليلية» يهدف إلى تأمين أمنهما من الضغط المغربي، ثم توجيه اقتصادهما أكثر نحو شمال إسبانيا والاتحاد الأوروبي. وكان هذا الأخير لا يعترف بإسبانيتي المدينتي، لكن مع مرور الوقت بدأ يخصص لهما أموالاً من صندوق التماسك الخاص بتطوير بنيات مناطق الاتحاد الأوروبي التي تعاني الهشاشة. وكان أكبر منعطف أوروبي حول سبتة ومليلية هو عندما اعترف بإسبانيتهما في بيان له خلال يونيو الماضي عندما انتقد تصرف المغرب بترك أكثر من عشرة آلاف مغربي يقتحمون سبتة إبان الأزمة بين مدريد والرباط على خلفية الصحراء الغربية.

وتحضر قضية سبتة ومليلية كثيراً في تصريحات المسؤولين السياسيين الإسبان منذ أزمة سبتة الصيف الماضي، وآخر التطورات هو ما صرح به رئيس الأركان العسكرية الإسبانية الأدميرال بأن المغرب لا يشكل تهديداً لسبتة ومليلية ولم يعرب نهائياً عن نيته في استعادتهما عسكرياً رغم مطالبه السياسية بالسيادة عليهما.

القدس العربي

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x