لماذا وإلى أين ؟

هل يطوي خليفة ميركل صفحة الأزمة الألمانية المغربية؟..الشيات يجيب

تطوي ألمانيا، غدا الٍأربعاء 8 دجنبر الجاري، فصلا طويلا من حكم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الذي دام 16 عام متوالية، بانتخاب خصمها السياسي ووزير مالية حكومتها  الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس مستشاراً للبلاد.

يأتي هذا التغيير السياسي في ألمانية في ظل ما تشهده العلاقات الألمانية المغربية من “تشنج” للعلاقات مازال ممتدا منذ شهور، بعد أن أعلن المغرب قطع علاقاته معها بسبب “المواقف العدائية التي تنهجها ألمانيا ضد للوحدة الترابية للبلاد”، وهو ما يثير التساؤل إن كان سولتش خليفة ميركل سينهي الأزمة الألمانية المغربية القائمة؟.

وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن  “الاختلاف بين شولتس وميركل هو اختلاف على المستوى الحزبي والبنية الحزبية، ولكن يمكن القول أن الزمن الذي قضاه الحزب الاشتراكي الديموقراطي برفقة الحزب المسيحي الديموقراطي لميركل، الزمن السياسي والواقعي العملي من خلال عمل شولتس وزيرا للمالية في الحكومة الألمانية والتوافق الذي كان مع ميركل، والنزعة المحافظية التي أصبح عليها الحزب الاشتراكي من خلال تعايشه داخل حكومة ميركل”..

وأوضح الشيات في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “هناك نوع من الانسجام من خلال التأثير الذي مارسته ميركل على كل حال، والتي تبقى سيدة ذات كاريزما سياسية  قوية، حيث مارست هذه التأثيرات على حزبها وعلى حزب شولتس”.

وأشار إلى أنه “لا يجب أن “ننسى أن الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني هو خليط من الأحزاب السياسية اليسارية أو ذات النزعة اليسارية في العالم الديموقراطي الغربي، كما هو الحال للحزب الديموقراطي الأمريكي الذي فيه نزعات متصاعدة من أقصى اليسار إلى شبه المحافظين اليساريين أو اليساريين العاديين”.

ولفت الشيات الانتباه إلى أن هذا الأمر يترك شولتس في مجال “مغناطيسي” غير متوازن، بين إرث ألمانيا ميركل من ناحية، والوضع الداخلي للحزب الاشتراكي الديموقراطي من ناحية ثانية”.

خالد الشيات ـــ أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية

موردا أن “شولتس كمستشار ألماني اليوم هو أمام إرث ألماني مرتبط بمجال استراتيجي، ألمانيا التي لا تعير اهتماما كبيرا لشمال إفريقيا، بل تتجه أكثر نحو أوروبا الشرقية، ومن ناحية أخرى الإرث الاستراتيجي المرتبط بالجانب المخابراتي، الذي يقول إن المغرب لا يتماشى مع الرؤية الاقتصادية لألمانيا ومع طموحاتها في إفريقيا، وبالتالي لا يمكن التعويل على المغرب كبنية اقتصادية وأساس اقتصادي في إفريقيا عموما”.

وأكد محدثا على أن “هناك خلافات على المستوى الاقتصادي، وعلى المستوى الاستراتيجي  من خلال التقارب الأمريكي المغربي الإسرائيلي على حساب ألمانيا، كما أن هذا الإرث الذي كان يشكل قوة لنوع من العداء الألماني الاستراتيجي للمغرب المرتكز على قضية الصحراء يمكن أن يستمر”.

من جهة أخرى، يورد الشيات فإن “وجود هؤلاء اليساريين، أو بالأحرى أقصى اليسار داحل الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني، يمكن أن يدعم الأفكار القريبة من البوليساريو والجزائر، لأنها هي القريبة إليها أيديولوجيا ومصلحيا”.

وأردف أنه “إذا تلاقى الجانبان الاستراتيجي والأيديولوجي الداخلي للحزب وبطبيعة البنية الداخلية للحزب، لكي تقرر ربما استمرار الوضع الحالي للأزمة، إلا إذا كانت هناك رؤية من خلال شوتس يمكنه من خلالها أن يغير المعادلة لصالح ألمانيا”.

وشدد المتحدث على أن “ألمانيا لا ترى في منطقة شمال إفريقيا مجالا استراتيجيا أكثر من أنها كانت مولية وجها نحو شرق أوربا، واهتماماتها بهذه المنطقة كان دائما على حساب شمال إفريقيا التي عُرِفت بأنها منطقة فرنسية أكثر”.

وخلص الخبير في العلاقات الدولية نفسه، إلى أن “الوضع ليس في أفق الحل والتوافق أكثر من كونه يتجه لاستمرار الوضع الحالي، إلا في حالة استثنائية من خلال تطبيع العلاقات الدبلوماسية أو شيء من هذا القبيل”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x