2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

ينتظر ان يزور سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، بدءً من يوم الأحد 12 دجنبر الجاري، للقيام جولة يزور في إطارها إسرائيل وفلسطين والجزائر والمغرب، حيث “سيعقد بالمغرب لقاء مع مسؤولين بارزين، كما سيكون هناك اجتماع للمنتدى الروسي العربي للتعاون على مستوى وزراء الخارجية”، وفق إعلان الخارجية الروسية.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية الجزائرية حالة من التشنج، ما يجعل هذه الزيارة الرسمية من روسيا الحليف التاريخي للجزائر حمّالة(الزيارة) للأوجه.
وفي هذا الصدد، يرى أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بطنجة، محمد العمراني بوخبزة، أن “روسيا في الوقت الراهن لها رغبة قوية في العودة إلى الساحة الدولية لفرض الثنائية القطبية، أو بالأحرى للعودة إلى المرحلة السابقة التي كان فيها الاتحاد السوفياتي له مكانته وموقعه داخل الساحة الدولية”.
وأوضح بوخبزة في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “هذه المنطقة الإفريقية أصبحت تحظى باهتمام كبير في المنطقة الإفريقية ولاحظنا أن هناك الكثير من القوى تحاول أن تجد لها موطئ قدم لتحصل على حلفاء أوفياء ونشر علاقات قوية مع الدول الفاعلة في القارة الإفريقية”.
موردا أن “الملاحظ هو كثرة الزيارات من قبل ممثلين للدبلوماسيات الكبرى، بالإضافة إلى عقد لقاءات متعددة الأوجه، كاللقاء الصيني الإفريقي، الياباني الإفريقي، الأوربي الإفريقي، بمعنى أن هناك اهتمام دولي بالقارة الإفريقية”.
وتابع محدثنا أن “روسيا بالفعل لها حلفاء تقليديون في المنطقة، والحديث هنا خاصة على الجزائر، وقبلها كانت ليبيا، ولكن في نفس الوقت روسيا من الدول التي لم تقطع حبل الود مع الكثير من الدول بما فيها المغرب، إذ أن الأخير له علاقة خاصة مع روسيا رغم التصويت الأخير لروسيا كتحفظ على القرار الأخير للأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء المغربية، ومع ذلك لم تستعمل روسيا حق الفيتو ضد القرار رغم أنه كان بإمكانها، ولم تصل إلى ذلك لأن لها علاقات تحاول الإبقاء عليها”.
وأشار إلى أن “المغرب فرض كذلك نفسه، في الفترة الأخيرة، كمخاطب قوي على الساحة الإفريقية، وفاعل يحرك أوراق متعددة في القارة، وكيف أنه نسج علاقات قوية مع دول في القارة الإفريقية عبر مجموعة من المشاريع الاستثمارية الكبرى، ويتوفر على رؤية في هذه القارة، فمن هذا الجانب يبقى المغرب يحظى باهتمام روسي”.
وعن سؤال “آشكاين” إن كان من الممكن أن تلعب روسيا دور الوساطة بين المغرب والجزائر لتخفيف التوتر أو على الأقل إعادة العلاقات لسابق عهدها، أكد بوخبزة أنه “لا يمكن الحديث عن لعب دور الوساطة في هذا النوع من الملفات بالنسبة لدول من هذا الحجم”.
مشددا على أن “دولا من حجم روسيا تسعى إلى المصالح، ولها مصالح أن تكون الأوضاع في شكل معين، والوساطة قد تقوم بها دول ذات طبيعة خاصة، وليست ذات طبيعة فيها أجندات تحركها”.
وأردف أنه “من المعلوم أن روسيا تميل أكثر للجزائر، وتميل كثيرا إلى البوليساريو بحكم المعطيات التاريخية، ولكن في المقابل لا يجب أن ننسى أن روسيا تبحث عن موطئ قدم لها في القارة الإفريقية”.
واستبعد بوخبزة أن “تكون روسيا من الدول التي تجيد دور الوساطة، إذ أنها من الدول الكبرى التي تبحث عن نصيب من الكعكة، خاصة عندما تكون المناطق تعيش حالة ازمة وتوتر، وروسيا كما قلت فهي تبحث عن موطن قدم بالقارة، إذ لاحظنا كيف كان هناك حديث قوي عن مؤسسة فاغنر التي تُتّهَم على أنها قامت بعمليات في مالي”.
موردا أن “هناك من يشير على أنها مسؤولة على ما وقع للسائقين المغاربة، وهناك احتمال أن يكون لعناصرها يد في ما وقع، وبالتالي نلاحظ أن هناك بداية عودة قوية للروس للمنطقة الإفريقية، وبالتالي فتحركها سيكون في هذا الاتجاه”.