لماذا وإلى أين ؟

حركات يُعَدّد منافع اطلاق مجموعة طاقية هندية استثمارات جديدة بالمغرب

يرتقب أن تشرع المجموعة الطاقية الهندية “سامتا”، المتخصصة في أنشطة التعدين والاستغلال المعدني والطاقات المتجددة والذكاء الاصطناعي، في استثمار أزيد من 100 مليون دولار في المغرب على مدى السنوات الخمس المقبلة، وفق ما كشفت عنه المجموعة أمس الثلاثاء.

هذا الاستثمار الضخم في مجال التعدين لفترة تمتد لنصف عقد من الزمن من مجموعة “سامتا” الهندية، يضعنا أما سؤال ما سيجنيه المغرب من استثمار بهذا الحجم، ولماذا اختارت هذه الشركة المغرب بالذات؟.

وفي هذا الصدد، أوضح أستاذ الاقتصاد السياسي  والحكامة  ومنسق  بنية البحث “حكامة افريقيا والشرق الاوسط” بجامعة محمد الخامس، محمد حركات أنه “يمكن  أن يفسر هذا المشروع بالمجهودات التي تبذلها الدبلوماسية المغربية في تنويع الشركاء، لأن الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات هي أداة من أدوات الدبلوماسية الاقتصادية”.

وأشار حركات في تصريح لـ”آشكاين”، أن “الهند هو بلد مصنع ومتقدم، فزيادة على مشروع “سامتا”، فنحن نعلم أن هذه الشركة لها تقدم في مجال اقتصاد المعرفة والتكنولوجيا، كما أن الهند تبحث لها عن موطئ قدم في إفريقيا، من خلال استغلال خيراتها المعدنية، والمغرب له تجربة كبيرة في مجال التعدين واستغلال الموارد المعدنية، وهناك مشاريع متعلقة بالطاقة المتجددة وكذلك الخيرات في مجال الفوسفاط”.

ولفت المتحدث الانتباه إلى أن “المغرب يصدر مادة الفوسفاط خاما إلى الخارج، وخلال السنوات العشر الاخيرة جعل المغرب من السوق الهندية للفوسفاط سوقا أساسية لاستقبال وارداته، نظرا لوجود عدة اتفاقيات وقعت بين المغرب والهند، حيث كان المغرب يصدر الفوسفاط خاما ويستورده جاهزة على شكل أسمدة”.

وأبرز حركات أن “المغرب سيجني فوائد كثيرة من خلال هذا المشروع، من خلال تشغيل عدة قطاعات خاصة إذا كانت هناك شراكة رابح رابح، علما أن الهند من الدول الاقتصادية الصاعدة اقتصاديا إلى جانب الصين وأفريقيا الجنوبية، والبرازيل وروسيا، والمغرب لا ينتمي إلى هذه المجموعة رغم المجهودات كما أكد ذلك خطاب ملكي سابق”.

وأضاف أن “المغرب يمكن أن “يستفيد من اقتصاد المعرفة والتكنلوجيا التي تتوفر عليها الهند، لأن معظم المحطات التكنلوجيا الدولية يسيرها الهنود، زيادة على تثمين الموارد المعدنية، فيجب أن ننتبه إلى البعد التكنلوجي، ومجموعة “سامتا” لديها معرفة بالمجال التكنلوجي والمعرفة”.

وشدد محدثنا على أن “هذه الشراكة بجب أن تحظى بتسهيل المهام للشركة على مستوى الحكامة، وفتح الأبواب بكامل الشفافية والتصدي للمخاطر التي يمكن أن تعرقل هذه الشراكة، لأن الدول الآسيوية تتجه الآن إلى إفريقيا، علما أن الصين لها تواجد في إفريقيا بشكل كبير، والهند بدورها جاءت إلى المغرب  لمعرفتها المسبقة بكونه بوابة لإفريقيا وكونه دولة غنية بالمعادن”.

موردا أن “الهند تريد أن تستثمر في المغرب، على أن تكون هناك محطة ثانية في إفريقيا بحكم الشراكات التي يتوفر عليها المغرب، فهم لم يمروا مباشرة إلى إفريقيا ولكن بشكل استراتيجي عن طريق شراكة مع المغرب  حيث سيساعد ذلك الهنود للدخول إلى السوق الإفريقية”.

وأضاف حركات أن “الهند يمكن أن تستفيد أكثر في غياب استفادة المغرب من النجاعة التكنلوجيا للهند، لأن المواد الأولية المعدنية قد تكون نوعا من الريع إذا لم يتم استغلالها في القيمة المضافة، لان التخوف أن يصبح هذا الاستغلال نوعا من الريع المعدني، من خلال أخذ الأسمدة”.

وتابع قائلا “ربما تبحث الهند عن استغلال المورد في عين المكان بحثا منها عن تخفيض الكلفة، من خلال احتمال إعادة تصنيع الفوسفاط في المغرب، نظرا لان المغرب كان يصدر نسبة مهمة من الفوسفاط الخام للهند ويستورد منهم المنتوج النهائي”.

وخلص إلى أن “هذه الشراكة يجب أن تكون مبنية على خلق فرص الشغل للشباب ورؤية متوازنة على حسب المناطق، إذ أن هناك مناطقا غنية بالفوسفاط ولا بد أن  تعطي الأسبقية لتشغيل أبناء المنطقة، ويكون الأفق تكنلوجيا بامتياز، خاصة أن النموذج التنموي تحدث على ضرورة تحقيق المغرب نجاعة كبيرة في اقتصاد المعرفة”.

وأردف أن “وجود استثمار للهند في المغرب إيجابي ومكسب للدبلوماسيتين المغربية والهندية، لأن نجاح هذا المشروع مرتبط بأولويات، هي خلق فرص الشغل، تحسين وضعية المواطنين، وإلا سيكون مشروعا تستفيد منه الهندي على حسابنا”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x