هل تسعى الجزائر لبناء تكتل مغاربي دون المغرب؟

قام رئيس الجمهورية الجزائرية؛ عبد المجيد تبون، بزيارة رسمية إلى تونس بدعوة من رئيس الجمهورية التونسية؛ قيس سعيد، حيث تم التوقيع على 27 اتفاقية ومذكرة تفاهم وإصدار “إعلان قرطاج” الذي أعلنت فيه الدولتين التنسيق من أجل ما وصف بـ”إرساء فضاء إقليمي جديد جامع ومندمج ومتكامل”.

بناء على التنسيق بين الدولتين في الفترة الأخيرة، وبالنظر إلى الزيارة الأخيرة لتونس من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، وما تلاه من توقيع اتفاقيات وإعلان “إرساء فضاء إقليمي جديد”، تطرح عدد من الأسئلة بخصوص خلفيات هذا التنسيق، وهل تسعى الجزائر وتونس لتأسيس تكتل إقليمي بديل للمغرب العربي المجمد ؟

في هذا الإطار، استبعد أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، قيام تكتل إقليمي جديد يكون بديلا للإطار التقليدي “المغرب الكبير” الذي يجمع البلدان المغاربية الخمسة.

واعتبر لعروسي في تصريح لـ”آشكاين”، أن التنسيق بين تونس والجزائر في المرحلة الأخيرة “تقارب مرحلي تكتيكي وليس تقارب استراتيجي”، مشددا على أنه “لا يمكن الحديث عن أي تكتل إقليمي في غياب المغرب الذي يعتبرا فاعلا أساسيا في المنطقة”.

“تونس وجدت في الجزائر مصدرا للأموال في ظل أزمتها الاقتصادية، والجزائر وجدت في تونس حليفا استراتيجيا مرحليا في ظل العزلة التي تعيشها”، يسترسل أستاذ العلاقات الدولية، مستدركا “الأزمة السياسية في تونس والعزلة السياسية للجزائر عجلت بتقارب النظامين نكاية في المغرب وضد مصالحه”.

وأكد المتحدث، أن هذا التنسيق المؤقت للنظامين في الجزائر وتونس “لن يحقق الشيء الكثير في معاكسة مصالح المغرب خاصة أنه لا أفق مستقبلي له، في انتظار ما قد يحصل من تطورات سياسية على المستوى الداخلي، الإقليمي و الدولي”.

وخلص لعروسي، إلى أن البلاغ الصادر في ختام زيارة تبون لتونس “إعلان قرطاج” “لم يعلن بشكل واضح عن طبيعة ونوعية العلاقات بين البلدين ولا تصورهما للعلاقات المستقبلية، اللهم إن كان ذلك تطوير العلاقات بين بلدين جارين”، وفق تعبير المتحدث.