إسبانيا تصعد ضد المغرب على خلفية مزرعة الأسماك

لم يستسغ الإسبان بعد تشييد المغرب لمزرعة لتربية الأسماك بجوار مياه الجزر الجعفرية المحتلة، رغم مرور شهر على المهلة التي قالت صحيفة “إلباييس” أن السلطات الإسبانية قدمتها للرباط قصد إزالة أقفاص هذه المزرعة، حيث نهجت أسلوب التصعيد والتهديد.

وفي تطور حول الموضوع، كشفت صحيفة VozPopul الإسبانية، أن إسبانيا نصبت بطاريات صواريخ مضادة للسفن من طراز « Harpoon »، موجهة صوب المنطقة البحرية تحسبا لأي نزاع قد ينشب بين الجارين.

وأفاد المصدر أن تشييد المزرعة المغربية كان قد وصل إلى مجلس النواب الإسباني، بعد أن طلب ممثلو “فوكس”، استفسارات من الحكومة، وهو ما ردت عليه الأخيرة بالقول إنها لم تتلق أي طلب أو اتصال من أي شركة أو من حكومة المغرب، لتركيب المزرعة.

وتعتبر إسبانيا أن الجزر الجعفرية والمياه المحيطة بها، بحسب ذات المصدر، تدخل ضمن مياهها الإقليمية وأن الدفاع عنها يمثل الدفاع عن سيادة إسبانيا، موضحا أن تشييد المغرب للمزرعة تعتبره مدريد احتلالا غير قانوني لمياهها الإقليمية ويشكل خطرا على سلامة الملاحة وتهديدا للبيئة.

وفي المقابل، المغرب لا يعترف بسيادة إسبانيا على الجزر الجعفرية، وأيضا بالمياه الإقليمية للمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، وأصدر في 7 مارس الماضي، منح رخصة إقامة المزرعة السمكية لشركة “ميديترينيان أكوافارم المغربية ش.م”.. وخلال الصيف، بدأ تركيب الأقفاص، وهي نوع من الفخاخ حيث تحاصر الأسماك.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحديث عن نصب بطاريات الصواريخ يفيد بأن الصلح لا يزال بعيدا بين الجانبين، خصوصا وأن صفحات الأزمة التي تسببت فيها مدريد عقب السماح لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي بدخول أراضيها سرا ودون إخطار المغرب لم تطوى بعد.

وكان بلاغ لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية أثار حفيظة الإسبان، بعدما اتهم السلطات هناك بالتساهل مع الركاب أثناء عمليات الإركاب وعدم اعتماد الحزم والصرامة معهم بشأن إدلائهم بجوازات التلقيح والكشوفات السلبية للإصابة بفيروس « كوورنا » وباقي الفيروسات المتحورة.

ومن جانبها، خرجت السلطات الإسبانية، برد فعل سريع على انتقادات وزارة الصحة المغربية، حيث أوردت صحيفة “إيل كونفيدنسيال” ، أن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس، قرر استدعاء القائم بالأعمال في سفارة المغرب بالعاصمة مدريد ، فريد أولحاج ، من أجل الاحتجاج على الاتهامات الموجهة إليها.