2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

اعتمد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، خريطة المغرب كاملة دون بترها عن صحرائه، في ضربة هي الثانية من نوعها تتلقاها الجزائر وجبهة البوليساريو من أقرب المنظمات الدولية والعربية، وذلك بعد أيام قليلة من توصية جامعة الدول العربية لشركائها باعتماد خريطة للدول الأعضاء، وضمنها خريطة المغرب كاملة.
ويطرح اعتماد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم خريطة المغرب كاملة ضمن خرائط الدول الأعضاء، تساؤلات حول أثر ذلك على منظمة الاتحاد الإفريقي، وهل هذه الأحداث المتوالية بمثابة خسارة للنظام الجزائري في “حرب الخرائط” التي تشنها على المغرب؟.
وفي هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن “الأمر يؤخذ من جانبين، الأول هو جانب قانوني، وهو أن جامعة الدول العربية أو الاتحاد الإفريقي لا تأخذ بعين الاعتبار إلا من كان عضوا فيها”.
وأضاف، الشيات، في تصريحه لـ”آشكاين”، أنه إذا “كان هناك خطأ تاريخي فيما يتعلق بالاتحاد الإفريقي كمنظمة قارية عموما، تضمن دخول ما يسمى “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية” ذات يوم، في غفلة من القانون والمنطق، ومن أي شيء إلى هذه المنظمة”.

موردا أنه “بالنسبة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم لم يحدث ذلك، رغم المحاولات المتكررة للجزائر لإقحام المعايير السياسية في الجانب الرياضي، وهو أمر ترفضه الفيفا أيضا”.
وأكد محدثنا على أنه “من الطبيعي أن تكون هناك خريطة لإفريقيا بدون ما يسمى “الجمهورية العربية الصحراوية” في خريطة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهذا لا ينفي المجهودات الكبيرة التي تقوم بها الجامعة الملكية لكرة القدم فيما يتعلق بهذه المسألة، وحرصها على المسائل الرياضية، كما حرصها على المسائل الوطنية، بعيدا عن الاستعمالات السياسية داخل المجال الرياضي أو المجال الكروي”.
وشدد أستاذ العلاقات الدولية نفسه، على أن “هذا الأمر ينطبق أيضا على جامعة الدول العربية التي لا تعترف أيضا بما يسمى “الجمهورية العربية الصحراوية”، ولا دولة عربية تعترف بهذه الجمهورية، فكيف لها أن تتبنى طرحا شاذا للجزائر فيما يتعلق بوضع الخريطة”.
معتبرا أن “المنطق هو أن الوحدة العربية تضم دولا ساعية نحو الوحدة، ولا يمكنها أن تتبنى نظرية ساعية نحو الانفصال التي تزيد من قضم العالم العربي وانفصاله”.
المستوى الثاني، يسترسل الشيات، هو “المستوى الطبيعي والحقيقي، وهو أن هناك قضية لا توجد إلا في ذاكرة ومخيلة وعروق جنرالات الجزائر، ولا مجال لها للوجود على أرض الواقع، ولا تؤثر على السياسيين ولا على الرياضيين ولا على الكرويين في إفريقيا، ولا أحد يهتم بهذه الترهات التي تريد الجزائر فرضها انطلاقا من عنهجيتها السابقة التي كانت تعتقد من خلالها أنها تحكم إفريقيا”.
وذهب الشيات بقوله إن “اليوم هناك منطق آخر، منطق الطبيعة ومنطق عدالة القضية، ومنطق الأشياء العادلة، والتي طبعا ستكون دائما لصالح المغرب، لأن العمل على إيجاد دولة جديدة في إفريقيا هو عمل تخريبي يتنافى مع الوحدة الإفريقية والعربية، وأي منظمة فيها وحدة يتنافى معها مبدأ الانفصال”.
وخلص الخبير في العلاقات الدولية، خالد الشيات، إلى أنه “لا مكان لمثل هذه الكيانات، سواء تعلق الأمر بما يسمى “الجمهورية العربية الصحراوية”، أو كيانات اخرى تريد أن تجد لها موطأ قدم في أية منظمة كيفما كانت”.