لماذا وإلى أين ؟

هل الرقم الأخضر حل للقضاء على الفساد والابتزاز الجنسي؟.. خبير يجيب

في كل مرة تستشري فيها ظاهرة من ظواهر الفساد، تقوم عدد من المؤسسات المعنية بإحداث أرقام خضراء للتبليغ عن الجناة، كما هو الأمر في ظاهرة الرشوة التي يطيح الرقم الأخضر المخصص لها، ولو جزئيا، بعدد من المرتشين خاصة في الإدارات والمؤسسات العمومية.

في الأيام الأخيرة، تم وضع أرقام خضراء من قبل رئاسة عدد من الجامعات المغربية، من ضمنها جامعة عبد المالك السعدي و جامعة محمد الأول و جامعة مولاي إسماعيل، و ذلك بعد تفجر فضائح جنسية داخل الحرم الجامعي بكل من كلية العلوم الاقتصادية بسطات، وتلتها جامعة وجدة و كذا مدرسة الملك فهد العليا للترجمة، وهي ما سُمِّيَ إعلاميا “النقط مقابل الجنس”.

هذه الأرقام التي من المفروض أن تكون آليات للحد من مثل هذه الممارسات يراها البعض إيجابية، فيما يعتبر  آخرون  الأمرَ مجرد محاولة لإطفاء نيران الفضائح الجنسية المتتالية لبعض الأساتذة الجامعيين الذين شوهوا سمعة الدراسات العليا و البحث العلمي، فهل فعلا هذه الأرقام هي بمثابة حل “سحري” لإنهاء الابتزاز والتحرش بالجامعات المغربية؟

محسن بنزاكور، المحلل والباحث في علم الاجتماع النفسي، أورد أن الأصل في إحداث الرقم الأخضر هو التبليغ عن شكاية من طرف الشخص في وضعية الضحية و الذي لا يملك القدرة على المواجهة و يتملكه الخوف من المشتكى به، بالنظر لسلطته أو تراتبيته ضمن شجرة العائلة أو في العمل، مبرزا أن الرقم في هذه الحالة بمثابة ملاذ للتخلص من الخوف والتردد.

وأضاف بنزاكور في تصريح لـ “آشكاين” أن الرقم الأخضر أحدث في بادئ الأمر لمحاربة الرشوة و التبليغ عن المرتشين، إلا أن الهدف منه، يردف المحلل، يكمن فقط في التبليغ وليس المحاسبة، بحيث أن الأخيرة لها مسطرتها وتنهجها لجنة خاصة لتتبع مثل هذه الملفات.

والإشكال، يبرز المتحدث، هو أن الأرقام الخضراء لا يتم تفعيلها بشكل مسؤول و الإحصائيات وحدها هي الكفيلة بتبيان مدى فعالية هذه الأرقام، مسترسلا ” في الشق الاجتماعي، أي في الجامعات، فإن من شأن الأرقام الخضراء أن تقلل من ظاهرة الابتزاز الجنسي، من خلال تراجع الأساتذة عن التفكير في استعمال الشطط في سلطتهم.

ومن سلبيات آلية “الرقم الأخضر”، يشدد بنزاكور، ما يكمُن في خلق علاقة غير سليمة في الوسط الجامعي، خاصة بين الأساتذة والطالبات، وكذلك تراجع مستوى الثقة، ما قد يؤثر على السير العادي للدراسة، مستدركا “ومع ذلك يجب التأكيد على أن خلق وسائل المراقبة هو بسبب المجرمين، وهم قلة قليلة بين الأساتذة”.

وشدد المتحدث على أنه وجب الإنتباه و تفعيل المتابعة و التحري في التبليغات و كذلك ربط المسؤولية بالمحاسبة و التأكيد على أن الحرم الجامعي فضاءٌ للهوية والثقافة والأخلاق و البحث العلمي، مسجلا في ختام تصريحه “الرقم الأخضر يمكن أن يكون ذا فعالية كما يمكن أن تنجم عنه صورٌ عكسية تكمن بالأساس في تراجع منسوب الثقة في الوسط الجامعي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
بوجمعة
المعلق(ة)
5 يناير 2022 16:26

تفعيل الرقم الأخضر بالحرم الجامعي إجراء خاطيء ، مادام ان مجال العمل مشترك يجري تحت سقف واحد وفي إطار تحركات غير شفافة . المجال طبعا تكسوه بقع فاسدة وسلوك عدد من عناصره مهووسة بالجنس . الرقم الأخضر لمن سيسند تدبيره؟ لنفس أعضاء المجال ! والا لماذا لم يتخذ اي اجراء في الموضوع من المشرفين على المؤسسات منذ مدة؟ إجراء فاسد طبعا .

احمد
المعلق(ة)
5 يناير 2022 11:34

وماذا لو تحرشت طالبة باستاد ؟

علي
المعلق(ة)
5 يناير 2022 07:54

المشكل في وجود العرض وليس الطلب فقط.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x