بنكيران يُفْشي سِرًّا خاصًّا بينه و بين الملك حول تقاعُده الإستثنائي

يروى أن الحسن البصري – رحمه الله – قال: ” إنما تُجالسوننا بالأمانة، كأنَّكم تظنُّون أنَّ الخِيانة ليست إلاَّ في الدِّينار والدِّرهم، إنَّ الخيانة أشدَّ الخيانة أنْ يُجالسنا الرجل، فنطمئن إلى جانبه، ثم ينطلق فيسعى بنا “.

مناسبة هذا الكلام هو ما أفشاه بنكيران من سر لحديث خاص جمعه بالملك محمد السادس عبر مبعوث لم يذكر اسمه، وذلك خلال سرده (بنيكران) لكيفية حصوله على تقاعده الإستثنائي البالغ 7 ملايين شهريا، زائد سيارة خدمة من الدولة المغربية بسائقها وحرس خاص.

بنكيران و خلال نهْيه لإخوته عن “طَمُوع الدنيا”، وتحميله مسؤولية انهيار البيجيدي في الإستحقاقات الإنتخابية الأخيرة، عرض قصته مع ضنك الحياة بعد مغادرته لرئاسة الحكومة، وكيف حصل على تقاعده الإستثنائي دون أن يطلبه.

ففي الكلمة المسجلة التي كان بنكيران قد ألقاها خلال اللقاء الذي جمعه مع الكتاب الإقلميين والجهويين لـ”البيجيدي”، نهاية الأسبوع الماضي، وتم بثها في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة 07 يناير الجاري، قال بنكيران وهو يخاطب أتباعه ” تعتقدون أنني يوم خرجت من رئاسة الحكومة كنت أعلم أنني سأتقاضى تقاعدا استثنائيا؟”

وتابع وهو يقسم بأغلظ الأيمان، “عندما غادرت الحكومة كنت أعيش بهذيك البركة لي كتجي”، في إشارة إلى راتبه الشهري كرئيس حكومة إلى حين تعيين خلف له، “ومعاش البرلمان إلى حدود شهر شتنبر 2017، وتسالو الفلوس، فطلبت من زوجتي أن تصبر عني 3 أشهر، فإن لم أجد عملا سأطلب تقاعدي الوزاري”.

وأضاف أنه بعد ذلك “علم الملك محمد السادس بوضعه المالي المزرى، فأرسل له مبعوثا يخبره بتخصيص معاش إستثنائي له”، وتابع “وأرسلوا لي باس ندير طلب و رفضت، وأرسلوا لي طلبا للتوقيع عليه ورفضت كذلك”، ملمحا إلى أنه لم يكن راغبا في هذا التقاعد الاستثنائي الذي كان محط انتقاد واسع من طرف شريحة كبيرة من المغاربة، وكان أحد الأسباب التي ساهمت في اندحار حزبه انتخابيا.

بنكيران الذي كان قد عُزل من منصبه،كرئيس حكومة مكلف بتشكيلها، قال “إن الملك أرسل له مبعوثا وأخبره عن طريقه بأنه مشي ديال الطليب ومغدي لا يوقع لا يطلب، وخصص له المعاش الاستثنائي الذي ما زال يعيش بفضله”.

الكرم من شيم الملوك، والملك محمد السادس أغدق بكرمه على العديد من رعاياه في مختلف المهن والفئات، إلا أن الكشف عن سر ما راج بين الملك ومسؤول في الدولة أو رعية، دون إذن، ليس من شيم رجالات الدولة الكبار، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بموضوع محط انتقاد، إلا إذا كانت نية كاشف السر رمي المسؤولية عنه والتبرؤ من تبعات الموضوع السلبية والإستمتاع بنعماته الإيجابية. فماذا حاول بنكيران فعله بكشفه لقصة معاشه الإستثنائي؟