خلال شهر رمضان الجاري، سيكون لقراء و متتبعي الموقع الإعلامي “آشكاين”، موعد يومي مع سلسة “أبطال من ذهب”، والتي ستكشف أسرارا عن أبطال مغاربة في رياضات فردية مختلفة؛ خاصة منها القتالية، حيث ستركز السلسلة على أبطال رفعوا راية المغرب عاليا و آخرين سجلوا أسماءهم في تاريخ الإنجازات الرياضية بمداد من ذهب.
الحلقة السابعة: خبابز .. إبن دبلوماسي تحول من “حراك” بهولندا إلى بطل عالمي
النشأة والإنجازات
من الطبيعي أن يواجه أي انسان عقبات في مساره إلى النجاح في أي عمل يقوم به، لكن سيكون من الصعب مواجهة عقبات المسار والفقر وقلة الحاجة في الآن ذاته. وهو ما حدث للبطل العالمي طارق خبابز، الذي تحول من ابن دبلوماسي إلى مهاجر غير قانوني بهولندا ثم إلى بطل عالمي في رياضة الكيك بوكسينغ. فمن يكون يا ترى؟
ولد طارق خبابز يوم 20 أبريل من سنة 1992 بمنطقة القرية في الرباط. هاجر مع والديه إلى هولندا في مدينة لاهاي، في أسرة تتكون من أب وأم وستة أطفال. كان والده يعمل في السفارة بهولندا. وعندما يطلق والديه، اضطر والده للعودة إلى المغرب. ما جعل طارق يعيش رفقة أمه وإخوته في هولندا لمدة اثني عشر عامًا بشكل غير قانوني.
وفي عدم وجود أي دخل مالي أو مساعدة اجتماعي، عاش طارق خبابز مع عائلته تحت خط الفقر. ولما بلغ سن 14 سنة التحق بصالة لرياضة الكيك بوكسنيغ بمدينة لاهاي الهولندية، ورغم ذلك عاش الكثير من العقبات في الرياضة، خاصة أن لم يوقع أي عقد احترافي إلى أن بلغ سن 21 سنة مع منظمة “SUPERKOMBAT”.
ومع توقيع خبابز لعقد احترافي في رياضة الكيك بوكسينغ، شرع في تفريغ الفقر وقلة الحاجة والحرمان الذي عاشه في لكمات قوية، جعلت العديد من المتتبعين يصفونه اليوم بـ”الدبابة”، حيث كان يقضي على خصومه بضربات اليد، ليحقق الكثير من الانجازات وينتقل بين أكبر المنظمات في الكيك بوكسينغ. وفاز سنة 2014 ببطولة “World Grand Prix” في منظمة “SUPERKOMBAT”، قبل أن يفوز ببطل العالم سنة 2015 داخل المنظمة ذاتها.
مسار متميز
بالرغم من طلاق والديه، ورغم الفقر والحرمان الذي عاشه طارق خبابز في صغره، إلا أنه استطاع أن يخلق لنفسه مسارا متميزا في رياضة الكيك بوكسينغ، ويسجل اسمه اليوم من بين أبرز المقاتلين عالميا، كيف لا؟ وهو من المصنفير العشر الأوائل في منظمة “كلوري” التي عتبر أشهر وأقوى منظمة للكيك بوكسينغ.
فبعدما فاز طارق ببطولة العالم بمنظمة “SUPERKOMBAT”، تلقى عرضا من منظمة “ONE Championship” التي تعتبر الأقوى عالميا إلى جانب “كلوري”، وفيها فاز بأربع نزالات بالضربة القاضية وحاز على ألقاب عدد من البطولات التي تقام داخل المنظمة، ما جعل منظمة “كلوري” تهتم به وتقدم له عرضا مغريا للإنضمام إليها.
في أكتوبر سنة 2، وقع طارق خبابيز عقدًا احترافيا لمدة ثلاث سنوات في منظمة “كلوري”، وهو اليوم يتوفر على رصيد قتالي يبلغ 47 نزالا، 26 منها بالضربة القاضية، مع ثمان هزائم فقط، ويصنف في المرتبة الثامنة بمنظمة “كلوري” للكيك بوكسينغ.
لقب بطل العالم
طموح خبابز بعدما نجح في مسارها في أقوى المنظمات العالمية في رياضة الكيك بوكسينغ، انطلاقا من منظمة “SUPERKOMBAT” مروروا بمنظمة “ONE Championship” وصولا إلى منظمة “كلوري” الأولى عالميا، فلم يتبقى لخبابز إلى حيازة حزام الوزن الثقيل في هذه المنظمة والظغر بلقب بطل العالم للكيك بوكسينغ في منظمة “كلوري”.
منذ توقيعه عقده الاحترافي مع “كلوري”، يطالب طارق خبابز إدارة هذه المنظمة بمنحه نزال الحصول على لقب الوزن الثقيل من خلال قتال الحاصر على الحزام الهولندي ريكو فيرهوفن، وأمام رفض المنظمة لطلب خبابز، هدد هذا الاخير بمغادرة المنظمة، معتبرا أن الهدف من توقيع العقد هو الفوز بلفب الوزن الثقيل، وبالتي يجب أن يحضى بنزال على اللقب.
وحيث أن “كلوري” تريد أن تحافظ على خبابز وفي الوقت ذاته تبقي حزام الوزن الثقيل لدى الهولندي ريكو فيرهوفن، فقد اختارت أن تنظم بطولة تظم كل من المغربي طارق اخبابز، الهولندي ريكو فيرهوفن، الهولندي غير المهزوم ليفي ريخترز، والمصري هسدي كيركز، وفي المقابلة الأولى جمعت ريكو مع خصمه المصري الضعيف كيكز، وفاز بها ريكو بسهولة، لكن خبابز أجرى حرب مع المصنف ثالثا على المستوى العالمي ريخترز، وفاز عليه. ليقابل المغربي طارق الهولندي ريكو في النهائي، لكن إصابة خبابز على مستوى اليد أوقف النزال، ليفوز ريكو بالبطولة. وما تزال عين خبابز على الظفر لقب الوزن الثقيل، حيث ستكون مباراته القادمة مع الكرواتي انطونيو بلازبات المصنف رقم 1 في المنظمة.
