لماذا وإلى أين ؟

الكتّـاني: برنامج “فرصة” فكرةٌ غيرُ مَـدْروسَة

أطلقت الحكومة، مساء أمس الثلاثاء، برنامج “فرصة” لتشجيع العمل المقاولاتي، الذي من المقرر أن يستهدف 10 آلاف من حاملي المشاريع في جميع قطاعات الإقتصاد بمبلغ 100 ألف درهم لكل حامل للمشروع، مع ضمان مبادئ المساواة الجهوية والمساواة بين الجنسين.

وترأست الحفل وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والإقتصاد التضامني والإجتماعي، فاطمة الزهراء عمور، ويونس السكوري وزير الشغل، و محسن الجزولي، الوزير المنتدب المكلف بالإستثمار والإتقائية وتقييم السياسات العمومية، و رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة.

وفي هذا الصدد، أفاد المحلل الإقتصادي، عمر الكتاني، أن برنامج “فرصة” بقدر ما هي بادرة جيدة للدفع بعشرات الآلاف من الشباب لسوق الشغل، خصوصا في ظل الأزمة التي يعيشها المغاربة، بقدر ما هي ذر الرماد بالعيون، مسترسلا “الحكومة للأسف تفتقر للثقافة الإجتماعية وتفكر بطريقة اقتصادية دون أي تخطيط مسبق”.

وأوضح الكتاني في تصريح لـ “آشكاين” أن مشكل الشغل في المغرب قبل أن يكون مشكلا اقتصاديا فهو مشكل اجتماعي محض و وجب التفكير في جميع حيثياته من أجل إنجاحه، مبرزا أنه لا يمكن التصريح بإطلاق برنامج ما و رصد مستهدفيه و المبلغ المرصود له دون الكشف عن الطريقة والإستراتيجية لإنجاحه.

وشدد المتحدث على أن أي مشروع يحتاج للتخطيط والدراسة والتكوين من أجل تقليل حظوظ الفشل، مسترسلا “برنامج فرصة برنامج لا بأس به و حتى المبلغ المرصود لحامل المشروع والذي هو 10 ملايين سنتيم لابأس به، لكن واش كاين مؤطرين لهذه الفئة ولي على الأقل خص يكونوا 5000 أو 2000 مؤطر؟”

لا يمكن إعطاء مبلغ مالي معين لشخص من أجل أن يفتح مقاولة، يردف الكتاني، وتنتظر منه أن يخرج من عنق الزجاجة، لأن هذا المقاول الشاب يحتاج إلى جانب التمويل، التكوين والتأطير والمواكبة والتتبع لمدة عام على الأقل”.

وأكد المحلل الإقتصادي أن من بين العوامل في فشل عدد من المشاريع أو عدم استمراريتها لأزيد من سنة هو الإفتقار إلى التكوين والتأطير، موردا بالقول “و بناء على هذا المعطى فأنا لا أستبعد بعد عام أو أكثر بقليل، عدم استمرار مثلا 8500 مقاولة من أصل 10000، وبالتالي غتضيع الفلوس هباء منثورا خصوصا أن هناك العديد من الشباب العاطلين عن العمل لا يملكون التجربة و غير مؤهلين نفسيا”.

أما إذا كان الأمر، يردف الكتاني، يتعلق فقط بإحداث “حوانت” لبيع السلع و المواد الغذائية، فستبقى مجرد مشاريع لا تأتي بأي قيمة مضافة، مؤكدا على أن تسيير مقاولة اليوم هو فن يجب أن يدرس لتمكين حامل المشروع من التعرف على السوق و اللوجستيك الذي سيحتاجه وكذا الموارد البشرية التي سيتطلبها مشروعه.

وسجل الكتاني، أن خطاب الحكومة اليوم فيما يخص مثل هذه البرامج التشغيلية خطاب ساذج وغير واقعي لأنها لا تعي جيدا بأن نجاح هذه المشاريع في المقام الأول نجاح لمشروعها و بالتالي، فخطابها يجب أن يبنى على مراحل: مرحلة تكوين المقاولة، و هندسة المشاريع، و مواكبة هذه المشاريع حتى تنجح، وآنذلك يمكن القول أن مشروع الحكومة مشروع مدروس.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x