2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

لعبت النساء دورا محوريا في حياة الرسول محمد (ص)، بدءا من زوجاته فبناته ثم حفيداته، وتجاوزن هذا الدور إلى المساهمة في انتشار الدعوة الإسلامية في الحقبة الأولى للإسلام، فكانت أول من آمنت بالنبي امرأة، وهي خديجة بنت خويلد، الزوجة الأولى للرسول.
قصص عديدة، ستحاول “آشكاين” سردها في هذه السلسلة الرمضانية التي اختير لها عنوان “النساء في حياة الرسول”، والتي من خلالها سيتم تسليط الضوء أيضا على الحياة العاطفية للنبي وكيفية تعامله مع زوجاته وتعاملهن معه، بالإضافة إلى علاقتهن ببعضهن البعض مع سبر أغوار حياتهن الإجتماعية والسياسية من خلال الإعتماد على عدد من المراجع كالأحاديث والقرآن و كتب التراث أو باحثين في تفاصيل الحقبة الغابرة .
الحلقة 16: ماريا القبطية لم تلقب بـ “أم المؤمنين” رغم إنجابها ابن النبي
وبالرغم من أن ماريا القبطية كانت لعها مكانة لدى الرسول نظرا لإنجابها ولدا سمي إبراهيم، إلا أنه لم يتزوجها، وفي روايات أخرى لكنها قليلة تشير إلى أنها كانت أم المؤمنين مثلها مثل باقي زوجات النبي.
لكن بحسب عدد من المصادر، فإن ماريا لم تكن أما للمؤمنين بل من سراري، الرسول، أي من ما ملكت يمينه ولا يقربها شخص غير محمد، وهذه الفئة من نساء النبي لا تطلق عليها لقب “أم المؤمنين” لأن هذا الأخير يطلق فقط على زوجات الرسول.
وتعد ماريا المرأة الوحيدة بعد زوجته الأولى التي ولدت له الأبناء، وقد عقّ عنه الرسول في اليوم السابع لولادته بشاه، كما حلق رأسه وتصدق بوزن شعره الذي حلقه فضة للفقراء والمساكين، ودفن شعره في الأرض، بحسب عدد من البحوث في الثراث الإسلامي.
وكانت ولادة مارية القبطية لإبراهيم سببًا في غيرة نساء النبي، وقد كانت ولادة إبراهيم في شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة، وتنافست نساء الأنصار على إرضاعه، حتى اختار له الرسول أم بردة بنت المنذر بن زيد بن لبيد بن النجار، وزوجها هو البراء بن أوس بن خالد بن النجار، فأرضعته، وكان رسول الله يأتي إلى بني النجار حتى يؤتى له بإبراهيم ويراه.
كما جاء أن النبي قد أعتق ماريا لما ولدت له ابنه إبراهيم، ولم يبلغ إبراهيم العامين حتى نزل به مرضٌ شديد لم ينفع معه التداوي، وتوفته المنية وهو مستند على عبد الرحمن بن عوف، إذ ولشدّة ما نزل به، أخذ الصغير من حجر والدته وعيناه تفيضان بالدموع، فقال عبد الرحمن بن عوف: “وأَنْتَ يا رَسولَ اللهِ؟ فَقالَ: يا ابْنَ عَوْفٍ إنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بأُخْرَى، فَقالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ”.
وتوفيت مارية القبطية – في شهر محرم من سنة ست عشرة من الهجرة، وكانت وفاتها في خلافة عمر بن الخطاب، وقد صلى عليها عمر بنفسه، وكان يجمع الناس لحضور جنازتها، ودفنت في البقيع، كباقي زوجات الرسول.