أبطال من ذهب: بوغانم .. من رحم المعاناة إلى أسطورة عالمية في “المواي تاي”

خلال شهر رمضان الجاري، سيكون لقراء ومتتبعي الموقع الإعلامي “آشكاين”، موعد يومي مع سلسة “أبطال من ذهب”، والتي ستكشف أسرارا عن أبطال مغاربة في رياضات فردية مختلفة؛ خاصة منها القتالية، حيث ستركز السلسلة على أبطال رفعوا راية المغرب عاليا و آخرين سجلوا أسماءهم في تاريخ الإنجازات الرياضية بمداد من ذهب.

الحلقة التاسعة عشر: بوغانم .. من رحم المعاناة إلى أسطورة عالمية في “المواي تاي”

النشأة والبداية

قصص المغاربة مع النجاح غالبا ما نجد فيها معاناة كثيرة، تتوج في الأخير بإنجازات تاريخية. وضيفنا اليوم يعتبر من الأبطال الذين خرجوا من رحم المعاناة لتحقيق انجازات تاريخية. فكما لا يمكن نسيان ذكر اسم بدر هاري عند الحديث عن رياضة الكيك بوسينغ عالميا، لا يمكن الحديث عن رياضة المواي تاي دون ذكر اسم يوسف بوغانم. فمن يكون هذا البطل؟

ولد يوسف بوغانم يوم 6 دجنبر من سنة 1988، في بروكسل البلجيكية ونشأ في مسقط رأسه في منطقة اتربيك، من والدين مغربين، حيث ينحذر والده من طنجة بينما تنتمي أمه إلى مدينة الحسيمة. كان يوسف يمارس رياضة المواي تاي منذ فترة المراهقة، وبدأ في صالة الألعاب الرياضية في حيه في بلجيكا. بعد وفاة والديه كان يحلم بالسفر إلى تايلاند بلد المواي تاي، لكنه لا يملك المال، فشارك في دوري للمواي تاي ببلجيكا وفاز بالمركز الثاني فحصل على مكافأة قدرها 3500 يورو، وأخذ تذكرة ذهاب فقط إلى تايلاند مع شقيقه ياسين بوغانم للإحتراف.

وصل بوغانم تايلاند في سن 17 سنة، ووققع أول عقد احترافي له على أعلى مستوى في تايلاند في المواي تاي مع أقوى منظمة هناك. خلال أيامه الأولى في تايلاند، مكث في فندق قبل أن يجد نفسه بدون المال، فاضطر للنوم في الشوارع وفي صالات الألعاب الرياضية، وبالرغم من معاناته الكثير لم يتخلى عن طموحه وحبه للرياضة.

الإنجازات والألقاب

من الصعب جمع كل ألقاب وإنجازات بوغانم، حيث أن ألقابه كثيرة جدا في رياضة المواي تاي إلى درجة أن أكبر المواقع المخصصة في الرياضات القتالية فشلت في عدها، لذلك سنقتصر عن بعدها فقط، لأن بوغانم لا يمكن وصفه إلا بأسطورة المواي تاي، سنة 2007 حاز بوغانم على بطل بلجيكا، وفي سنة 2009 على بطولة “Thepprasit Stadium”، وفاز ببطولتي “Tournoi 1-KING” و”Tournoi WMA” سنة 2010، ثم حاز على بطولة “Tournoi Max Muay Thai” سنة 2014.

وفي سنة 2015، فاز البطل المغربي بكل من بطولة العالم “Venum” وبطولتي “l’Omnoi Stadium”، و”Tournoi Thai Fight”، وحاز على بطولة العالم “WAKO-Pro (Kickboxing)”، وبطولة “Rajadamnern Stadium” سنة 2016. أما في سنة 2017 فقد حصل بوغانم على بطولة العالم “Phoenix FC”. ليفوز سنة 2018 ببطولة العالم “WBC Muaythai”، بطولة العالم “IBF Muaythai”، بطولة العالم “ISKA”، لقب البطل العالمي “WBC muaythai” وبطولة “Lumpinee Stadium”.

بوغانم واصل انجازاته المبهرة سنة 2019، حيث فاز ببطولة العالم “WKN7″، ثم بطولة العالم “WBC Muaythai”.

أسطورة حية

لا يمكن لأحد في رياضة المواي تاي أن ينكر أن البطل المغربي بوغانم أسطورة هذه الرياضة على المستوى العالمي، حيث قهر كل أساطير المواي تاي في تايلاند التي تعتبر منبث هذه الرياضة، حيث حاز على مختلف البطولة والأحزمة والجوائز التي كانت تخصص لهذه الرياضة، فكيف لا يمكن أن يقهر أبطال من دول أخرى غير تايلاند التي تعتبر فيها هذه الرياضة رياضة شعبية.

الرصيد القتالي للبطل المغربي بوغانمي تشير بشكل مباشر إلى أنه أسطورة هذه الرياضة، فإلى جانب ألقابه التي لا يمكن عدها سواء في تايلاند أو في العالم، فهو يتوفر على رصيد قتالي يبلغ أكثر من 280 نزالا، فاز على أغلبهم، وعلى العشرات بالضربة القاضية.

اليوم، تحول بوغانم إلى مدرب في رياضة المواي تاي، المثير أن أشهر نادي في تايلاند لتعلم الرياضة التيلاندية يشرف عليه مغربي متزوج من تايلاندية، حيث اختار بوغانم الإستقرار هناك بعدما اشتهر كثيرا وتوفرت له سبل العيش كما يشاء.