2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كشف الباحث في العلوم الإسلامية؛ عبد الوهاب رفيقي، الملقب بـ”أبو حفص”، عن تعرضه لهجوم لفظي من طرف من قال عنه إنهم يدعون التدين والإلتزام”، في حين أنهم “قاموا بسبه بألفاظ نابية”، لمجرد خلافهم معه حول موضوع الترحم على مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة التي قتلت بنيران الإحتلال الإسرائيلي، خلال تغطيتها لمحاولة اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم جنين.
وقال أبو حفص، في تدوينة له، على حسابه الرسمي “أنا بحكم مساري وتجربتي عشت مع مختلف أجيال الإسلاميين والمدافعين عن الدين بمختلف الطرق، من الدواعش المتوحشين إلى التبلغييين صحاب الكلمة الطيبة والإبتسامة الجميلة، ولكن عمري شفت ف حياتي متدين تيخسر الهضرة، وتيدافع على الدين بتخسار الهضرة”.
وتابع المتحدث بقوله: “ولو أن بعض شيوخ السلفية بغاو يربيو الشباب على تخسار الهضرة، وتيرويو ليهم حديث “من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا” يعني قول ليه: عض ف العضو ديال باك وقولها ليه باللفظ الفاحش، منجحاتش هاد المحاولة، ف المخيال ديال المتدين أنو ميمكنش يخسر الهضرة نهائيا، لدرجة كثير منهم معا مراتو على فراش الزوجية ومتيقدرش بقا غي معا الناس بقا غي وهو يدافع عن الدين”.
واستغرب أبو حفص “من هذا الجيل الجديد لحماة الدين والعقيدة بالفحش”، وأضاف “تيقول ليك” لايجوز الترحم على شيرين ويتبعها بكلام نابي جدا، وهذا يمكن نسميه التدين ديال التشرميل، وهو ظاهرة غريبة وجديدة، تتبين أننا ماشي في أمان”.
وأوضح الباحث نفسه، أن “شخصا تيسبك على ود الخلاف في موقف ديني بهادشي شنو يدير ايلا تلاقا معاك في مكان خاوي؟ وطبعا لي تيتحمل المسؤولية هوما الناس لي تيحرضو هاد الشباب على الآخرين لمجرد اختلافهم معهم ف المواقف، وتيشحنوهوم وتيصورو ليهم كل مخالف عدو لله ورسوله، تحملو مسؤوليتكم ف هاد التدين المشرمل الجديد”.
جدير بالذكر ، أنه بعد الجدل القائم حول مدى جواز الترحم واعتبار الصحفية الفلسطينية الراحلة شيرين أبو عاقلة شهيدة من عدمها على اعتبار أنها مسيحية، تفاعل رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة لحسن السكنفل مع هذا الجدل خلال خطبة أول أمس الجمعة 13 ماس الجاري، فوق منبر مسجد محمد السادس بمدينة تامسنا.
وقال السكنفل في الخطبة الموثقة في فيديو تم تداوله “إذا مات هذا الإنسان المخالف لنا في ديننا ولم يجد من يغسله ولا من يكفنه، نغسله ونكفنه وندفنه، لأن حرمته باعتباره إنسانا حرمة كبيرة، وحرمته باعتبار الأخوة الإنسانية كبيرة جدا”.
وذكر الخطيب بعلاقة المسلمين مع غيرهم من الديانات عند وقوع مصيبة الموت، وكيف أن الإسلام نظم هذه العلاقة، وجعل واجب التعزية والتآزر والمواساة قائما بين المسلمين وغيرهم من الديانات؛ وأن على المسلمين التكفل بالميت من الديانات الأخرى، جنازة و دفنا وما يتبعهما، إذا لم يجد هذا الأخير من بني قومه من يقوم بذلك.
و يجد ذلك كله منطلقه -يقول الخطيب- في مبدأ الحوار ومحبة الإنسان لأخيه الإنسان وقبول الآخر الأمور التي أقامها الإسلام مع باقي الأمم، وهي الأسس التي بنيت عليها الفتوحات، فما كانت هذه الأخيرة إلا بغاية تكريم الإنسان ونصرته على من ظلمه.
وأضاف “فما بالك إذا كان هذا المفقود، وهذا الإنسان الذي مات في سبيل قضية كبيرة، عبّر من خلالها بجهاده، على مستوى عمله، على مستوى إخلاصه في عمله لأن الإخلاص في العمل جهاد، خصوصا في مثل الظروف التي يعيش فيها بعض إخواننا في ظل الإحتلال، يكون ذلك العمل راقيا، ويكون الفقدان كبيرا، والرزء عظيما، فنحسن الكلام”.
وتابع السكنفل “نحسن التعبير، ولا يظهر ولا يجوز ولا يجب أن يظهر في كلامنا التشفي، لأن هذا ليس من أخلاق الإسلام، هذه من أخلاق الإنسان الذي لم يتشرب قلبه ولا شغاف قلبه بالإيمان، لأن من الإيمان أن تحب للناس ما تحب لنفسك، أن تحب لكل الناس، وأن تحزن لمآسيهم، وأن تنهض لمناصرتهم إذا اعتدي عليهم.
ويمضي الخطيب، هذا هو حال علاقتنا مع غيرنا من الديانات أحياء وأمواتا ، فكيف بنا إذا وجدنا أنفسنا مع من قضى في سبيل نصرة القضية و من كان يرفع لواء الحق ويدافع عن الحقوق والحريات كما هو شأن إخواننا في فلسطين.