2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

بأوامر من الملك محمد السادس، رئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أجرى عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، أمس الثلاثاء 24 ماي الجاري، مباحثات مع الجنرال دو ديفزيون المختار بول شعبان، قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية، الذي كان مرفوقا بسفير الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وذلك على هامش زيارة عمل يقوم بها للمملكة.
وترأس المسؤولان الإجتماع الثالث للجنة العسكرية المختلطة المغربية الموريتانية، والذي تمحورت أشغاله حول حصيلة أنشطة التعاون الثنائي برسم سنة 2021 والأنشطة العسكرية المخطط لها لسنتي 2022- 2023 ، والمرتبطة أساسا بمجالات التكوين والتدريب العملياتي ، والدعم التقني وتبادل الزيارات والخبرات، وذلك بناء على مذكرة تفاهم تؤطر التعاون العسكري المغربي الموريتاني تتعلق بإحداث اللجنة العسكرية المختلطة تم توقيعها بالمغرب في 21 يوليوز 2006.
ويأتي اجتماع اللجنة العسكرية المختلطة المغربية الموريتانية في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات سياسية وميدانية، خاصة على الحدود الموريتانية المغربية الجزائرية، وهو ما يجعل هذا اللقاء ذا دلالات سياسية وأمنية متعددة.
وفي هذا الصدد، أوضح الخبير العسكري المغربي، محمد شقير، أن “هذا الإجتماع يأتي في إطار اجتماع اللجنة الثنائية العسكرية المغربية الموريتانية، ومن مهامها الإشراف على التعاون العسكري والأمني بين البلدين، وهذا يدخل في إطار الناحية التنظيمية”.
وأضاف شقير، في تصريحه لـ”آشكاين”، أنه “هذه الزيارة تأتي في سياق تقارب حليفين، المغرب وموريتانيا، والذي تمت تقويته خصوصا بعد أحداث الكركارات، حيث شهدت تنسيقا بين البلدين لإكمال الجدار و الحد من كل التسربات لقوات البوليساريو في المنطقة”.
وأشار إلى أن “الوضع الإقليمي يحث الدولتين على أن ينسقا بينهما في المجال الأمني والعسكري، خاصة بعد تحركات الحركات المتطرفة في منطقة الساحل والتي أدت إلى مقتل بعض المواطنين من الدولتين سواء المغرب أو موريتانيا، خاصة السائقين الذين يجتازون هذا المعبر”.
ويرى شقير أن “التقارب السياسي بين المغرب و موريتانيا أدى إلى هذا النوع من التنسيق الأمني والعسكري بينهما”، مؤكدا أن “هذه الخطوة ستتبعها خطوات أخرى في هذا المجال، نظرا لأن النظام الموريتاني أحس أن الوضع تغير بشكل كبير في المنطقة، وأنها ستستفيد من علاقتها مع المغرب أكثر مما ستستفيده من علاقتها مع الجزائر، و التي رغم كل التهديدات التي تشكلها تجاهه، ولكن تحرك المغرب ووضعه الإقليمي وشراكته مع قوى إقليمية ودولية، وعلى رأسها الولايات الأمريكية المتحدة، كل هذا جعل موريتانيا تقوي علاقتها مع المغرب”.
وخلص محدثنا إلى أن “هذا المجال الأمني والعسكري يدخل في إطار هذا التعاون الذي ذكرناه، وكون موريتانيا ترسل أكبر قادتها العسكريين في شخص رئيس أركان الجيش، يعكس الإهتمام بتقوية العلاقات مع المغرب خاصة منها العسكرية والأمنية”.