لماذا وإلى أين ؟

الكتاني يكشفُ سبب ارتفاع سِعر الذهب بالمغرب و يُعدد آثاره على الإقتصاد

عرف سعرُ الذهب في المغرب ارتفاعا ملحوظا أمس الإثنين 6 يونيو الجاري، حيث بلغ سعر أونصة الذهب في المغرب 18333.95 درهم مغربي للأوقية، وسعر جرام الذهب هو 589.52 للغرام عيار 24، و 540.39 درهم ثمن  الغرام من عيار 22، و 515.83  لغرام من الذهب من عيار 21، في حين 442.14  للغرام من عيار 18.

هذا الإرتفاع الذي قد يكون بين الفينة والأخرى في أسعار الذهب في دول متعددة، وفق تحولات السوق الدولية، يحيلنا على التساؤل عن سببه في هذه الظرفية وعلاقته بالحرب الأوكرانية الروسية، وهل لذلك أثر على الإقتصاد المغربي.

وأوضح الخبير الإقتصادي، عمر الكتاني، أن “مرد ارتفاع أسعار الذهب إلى أن العملة في العالم لم تعد هي الدولار لوحده و الأورو في وضع ثاني، بل أصبح معهما الروبل والذهب، لأن روسيا أرغمت المتعاملين معها للتعامل معها بالروبل أو الذهب”.

وأكّد الكتاني، في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أنه” منذ مدة زمنية والدول التي تقرأ المستقبل الإقتصادي تقوم بتجميع الذهب وتخزينه، والأمر كان مهيئا له، أما نحن الذين في “دار غفلون”، أي الدول التي يتم قراءة المستقبل لها ولا تقرؤها بنفسها وتكون تابعة”.

وأشار إلى أن “خبيرا دوليا مغربيا متخصصا في الذهب في السوق العالمية كان يتجول في دول الخليج وزار المغرب، وأكد عليهم على ضرورة عدم الإحتفاظ بالعملات الصعبة مثل الدولار وأن يستبدلوه بالذهب، ولكن دول الخليج مغلوب على أمرها ولا يمكنها أن تغير لأن أمريكا ستسائلها عن ذلك، كما أن هذا الخبير جاء إلى المغرب والأكيد أنه تواصل مع مسؤولي بنك المغرب وأخبرهم بضرورة تخزين الذهب بدل الدولار لأن الأخير آيل إلى السقوط”.

الخبير الاقتصادي عمر الكتاني

موردا أنه “منذ 4 او 5 سنوات هناك توقعات لسقوط الدولار لأن القطب الوحيد في العالم سيزول وستظهر أقطاب أخرى، وهذه الأقطاب لن تتقبل أن يبقى الدولار هو العملة الدولية للتجارة العالمية”.

وشدد المتحدث على أن ارتفاع سعر الذهب في هذه الآونة “لا شك، لديه انعكاس حسب الذخيرة التي يتوفر عليها بنك المغرب من الذهب، فإذا كانت لديه ذخيرة قليلة من الذهب، فسينعكس ذلك سلبا، فمعنى ذلك أن العملات الأخرى التي يتوفر عليها هي الدولار أو الأورو، وبعدما سقطت هذه العملات في السوق قلّت الذخيرة المتواجدة لدى المغرب”.

ولفت الإنتباه إلى أنه “عندما تنقص تلك العملات وتكون الذخيرة  لديك من الذهب مرتفعة في البنك المركزي فهي تعوض النقص الحاصل في العملات الصعبة،  ولا يمكن الحديث عن هذا التعويض في حالة لم يكن هناك احتياطي كبير من الذهب، وعندما تنخفض ذخيرتك من الدولار ويكون غلاء في السوق العالمية، آنذاك ستخسر مرتين، ستخسر في قيمة عملاتك الأجنبية وستخسر في الزيادة في الأسعار”.

وأضاف أن “الذهب عكس ذلك، لأن قيمته ارتفعت، وهذه القيمة تعطيك نوعا من الأمن في تجارتك الخارجية و تنقيطك الدولي المبني على الإحتياطي الذي تتوفر عليه”.

واستغرب الكتاني لكون “الدرهم المغربي يفترض أن يحافظ على قيمته بالنسبة للدولار والأورو ولكن قيمته انخفضت معهما، لأن هذا ما حذرنا منه من قبل، حين عارضنا تعويم الدرهم، لأنه سيجعل العملة رهينة بتقلبات السوق”.

وخلص الكتاني إلى “أننا الآن نخسر على وجهتين، ولكن إذا كنا نخسر و نأخذ درسا في تسيير الإقتصاد ومحاربة الريع في البلاد، لأنه كفانا من اقتصاد الريع، الذي يتحمله المواطن الفقير والمتوسط أكثر مما يتحمله المواطن الميسور، لذلك نحن مَوْكُولون إلى سياسة التقشف لدى الميسورين وليس لدى المعوزين”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x