2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
لعروسي يَـبْـسُـطُ دلالات استقبال الحمّـوشي لنظيره الألـْـماني

يواصل المغرب وألمانيا معاً رسم خارطة طريق علاقات دبلوماسية جديدة، انعكست بشكل واضح على توسيع دائرة التعاون لتشمل المجال الأمني، حيث استقبل المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، يوم الجمعة 10 يونيو الجاري بمدينة الرباط، المدير العام للشرطة الاتحادية بدولة ألمانيا ديتر رومان.
و جرى هذا الإستقبال، على هامش زيارة العمل التي يقوم بها المدير العام للشرطة الاتحادية الألمانية على رأس وفد أمني مهم للمغرب، بهدف تطوير آليات التعاون الثنائي في المجال الأمني، وتعزيز الشراكة الأمنية بما يخدم المصالح المشتركة للمملكة المغربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية، فضلا عن تقاسم التجارب والخبرات في مجال مكافحة الإرهاب ومختلف صور الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.
هذا التعاون الأمني المغربي الألماني يفتح مجال التساؤل عن دلالات هذه التعاون في ظل الظروف الإقليمية والدولية الحالية، خاصة بعد تحسن العلاقات بين البلدين، علما أنه جاء بعد أيام قليلة من استناد قطر على الخبرة الأمنية المغربية لتأمين المونديال.
وفي هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أنه “بعد تصحيح ألمانيا لمسار علاقاتها مع المغرب، خاصة مراجعة موقفها من الصحراء المغربية، واختيارها للمغرب كفاعل إقليمي أساسي و مركزي أزعجت الجيران في الجارة الشرقية”.
وأوضح المتحدث أن “أهمية العلاقات والتنسيق المنيين لهما أهمية كبيرة على مستوى الشراكة الأوروبية المغربية، وعلى وجه خاص العلاقات الثنائية المغربية الألمانية”، مشيرا إلى أن “توقيع الاتفاقيات في هذا المجال يعني الشيء الكثير مع المغرب خاصة في المرحلة الأخيرة، حيث تبين أن المغرب حلقة أساسية في مجال التنسيق الأمني والاستخباراتي، بل ومحورية في العلاقات الأوربية المغاربية بشكل عام”.
وشدد لعروسي على أن “ألمانيا تزن هذه الشراكة مع المغرب بميزان الذهب وتعتبر أن المغرب شريك أمني أساسي، على مستوى التنسيق من داخل ألمانيا من خلال متابعة القضايا والمواطنين المغاربة، خاصة الذين تورطوا في خلايا إرهابية في مناطق التوتر، علاوة على عودة المغاربة المتطرفين إلى أرض الوطن، الذين كانوا ينشطون في جماعات إرهابية في الخارج”.
وتابع “هناك ملفات تتعلق بالأسلحة خاصة، أننا نعيش على إيقاع الحرب الأوكرانية الروسية، وما يعنيه هذا الأمر من ضرورة أخذ الحيطة والحذر والقيام بعمليات استباقية من خلال مراقبة الحدود والقيام بمناورات مشتركة والتنسيق مع ألمانيا في هذا الباب، علما أن ألمانيا هي قطب الرحى في الإتحاد الأوربي”.
وأردف أن “التنسيق الأمني مع ألمانيا أمر جيد والإستفادة من الخبرة المغربية في هذا الباب على مستويات عدة، وهو ما يعطي مصداقية أكبر للمغرب كشريك أمني أساسي، إذ أن ألمانيا تحذو حذو إسبانيا وفرنسا في هذا المجال”.
وخلص إلى أنه “في الوقت الذي توقف التنسيق الأمني بين هذه الدول عرفت هذه البلدان العديد من المشاكل والأزمات، إذ أن أهم شيء ستفكر فيه ألمانيا بعد القطيعة التي دامت قرابة سنتين، هو تصحيح المسار وعودة التنسيق الأمني بين البلدين”.