2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أكَّـــد الملكُ محمد السادس أن القارة الإفريقية في حاجة إلى صناعة استثمارية إفريقية حقيقية قادرة على ضمان التعبئة الكافية والمستدامة لرؤوس الأموال وتحقيق الإندماج الفعلي في الأسواق المالية.
وأبرز الملك في رسالة وجهها اليوم الإثنين إلى المشاركين في مؤتمر إطلاق المنتدى الإفريقي للمستثمرين السياديين الذي ينعقد يومي 20 و21 يونيو بالرباط، أن الصناديق الإستثمارية السيادية والإستراتيجية تشكل أدوات فعالة لرصد الفرص، و تساهم في زيادة تدفق رؤوس الأموال نحو القطاعات المنتجة للقيمة الإقتصادية و ذات الأثر الإجتماعي الكبير.
وقال الملك إنه “لا بد من الإقرار بأن فرص الولوج إلى رؤوس الأموال ما زالت دون المستوى المأمول، في ظل هيمنة تمويلات وكالات وبنوك التنمية، وذلك على الرغم من الجهود المبذولة في القارة الإفريقية على مستوى الإصلاحات المعتمدة في العديد من بلدانها”، مشيرا، جلالته، إلى أنه آن الأوان كي تقول إفريقيا كلمتها و تأخذ زمام مصيرها بيدها، و تتبوأ المكانة اللائقة بها.
وتحقيقا لهذه الغاية، دعا الملك في هذه الرسالة، التي تلاها الوزير المنتدب لدى وزيرة الإقتصاد والمالية المكلف بالميزانية السيد فوزي لقجع، الصناديق الإستثمارية والسيادية، للتحلي بالحنكة والصبر اللذين يتطلبهما دورُها كحلقة وصل بين الأولويات الوطنية على المدى الطويل والمستثمرين الخواص، في إطار مقاربة تشاركية تروم تحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف الملك أن أهمية هذا المسعى تتعاظم حينما يتعلق الأمر بضمان ملاءمة إفريقيا مع النظام المالي الدولي الخاص، لاسيما عن طريق تقوية القدرات والكفاءات وتعميمها للإرتقاء بها إلى مستوى المواصفات والمعايير الدولية، بما يكرس مكانة إفريقيا كوجهة للمستثمرين والإستثمارات.
وبعدما ذكر الملك بدفاع المغرب عن مصالح القارة الافريقية و عمله من أجل إقلاعها الإقتصادي، أكّــد الملك أن “إفريقيا اختيار وجداني و عقلي في الآن نفسه. إنه اختيار واضح و إرادي يجسده التزامُنا من خلال العديد من المبادرات الرامية إلى تعزيز و دعم التعاون والتنمية الإقتصادية في إفريقيا”.
وشدد الملك على أن الأمر يتعلق بـ” اختيار أردنا من خلاله اليوم أن نجعل من الإستثمار محركا للتنمية الإقتصادية والإجتماعية والتكامل الإقليمي والقاري في إفريقيا”، مسلطا الضوء على المقاربات الشاملة والتشاركية التي انخرط فيها المغرب من أجل رفع التحديات العديدة الراهنة والمستقبلية.
وذكر الملك في هذا السياق بمشاريع إنشاء و حدات إنتاج اللقاحات، و إقامة مصانع لإنتاج الأسمدة والمخصبات، والتي تهدف على التوالي إلى ضمان السيادة الصحية و الغذائية للقارة. مشيرا إلى الجهود المبذولة من أجل تسريع وتيرة الإدماج المالي للقارة، و المشاريع الرامية إلى تعزيز السيادة الطاقية للقارة مثل المشروع الضخم لأنبوب الغاز الذي سيربط بين نيجيريا والمغرب.
و”في ظل ما نواجهه اليوم من رهانات وتحديات جسام”، دعا الملك إلى بذل قصارى الجهود ل”تسريع التدابير الإستباقية والمنسقة في مجال الإستثمار، استجابة للتطلعات المشروعة لشعوبنا على نحو مستدام”.
وأعرب الملك عن تهانئه للصناديق السيادية والإستراتيجية الإفريقية الملتئمة، على هذه المبادرة التي “لا يمكن إلا أن تساهم في دعم التنمية و إنجاح المشاريع المهيكلة ذات الأثر الإيجابي الكبير على مساعي التكامل و الإندماج في قارتنا”..
واعتبر الملك أن” هذه المبادرة تشكل دليلا جديدا على عزم القوى الحية في إفريقيا على أن تتولى بنفسها أمر تقدم القارة وتنميتها. ذلك ما نعتبره تجسيدا لإفريقيا التي نتطلع إليها: إفريقيا المبادرة الجسور التي تتصدى للتحديات التي تعترضها و تحولها إلى فرص ثمينة”.