لماذا وإلى أين ؟

رسائل مغربية إلى من يهمه الأمر

سعيد ملوكي

رفضت السلطات الجزائرية السماح للوفد الإعلامي المغربي الدخول إلى ترابها لتغطية فعاليات الدورة 19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي تستضيفها مدينة وهران بين 25 يونيو و06 يوليوز2022 ،وتم حجزه في مطار وهران “أحمد بن بلة” لمدة 24 ساعة، حيث قضى ليلة كاملة بالمطار في ظروف غير ملائمة رغم تدخالت المسؤولين المغاربة المتكررة في عين المكان. ومنعوا من دخول الأراضي الجزائري بقرار من “جهات عليا”، وبدون تقديم أي مبرر، ورغم ذلك لم يسحب المغرب بعثته الرياضية.

تحملت البعثة الرياضية المغربية عناء السفر بمرورها عبر تونس للوصول إلى وهران التي لا تبعد عن الحدود المغربية الجزائرية إلا بـ 200 كلم، بسبب إغلاق الحدود من طرف السلطات الجزائرية وقطع العالقة مع المغرب، ورغم ذلك لم يمتنع المغرب عن المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، فما هي الرسائل التي أراد المغرب إيصالها لمن يهمه الأمر بمشاركته في هذه الألعاب؟

الرسالة الأولى: التعبير عن العلاقة الأخوية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري. وقد تلقت الجماهير الجزائرية الرسالة جيدا فسارعت استقبال الوفد الرياضي المغربي بكامل الحفاوة والترحاب الشيء الذي أثلج صدر الشعبين الشقيقين. إلا أن السلطات

الجزائرية نغصت فرحة جماهير الشعبين بمنع وفد الصحفيين المغاربة من دخول الجزائر واتهامهم بالتجسس، وكلهم صحافيون مهنيون يشتغلون في منابر إعلامية معروفة.

الرسالة الثانية: إظهار أن المغرب ليست له أي عداوة مع السلطات الجزائرية رغم ما

تقوم به هذه الأخيرة من تسليح وتمويل والدفاع عن الجمهورية الوهمية للبوليساريو في المحافل الدولية.

الرسالة الثالثة: التأكيد على أن اليد الممدودة للجزائر الازالت قائمة وأن الطرف الأخر هو المسؤول عن تأزم العالقات بين الدولتين.

الرسالة الرابعة: وهي رسالة ملغومة وتتجلى في كشف القناع أمام العالم عن عقلية من ينصبون العداوة للمغرب، وهي عقلية عسكرية لا تفقه أي شيء في العلاقات الديبلوماسية.

الرسالة الخامسة: وهي تعبر عن ذكاء السياسة والدبلوماسية المغربية التي تتجلى في المثل المغربي القائل : كم من حاجة قضيناها بتركها. وقد عبر عنها وزير خارجية المغرب السيد بوريطة حينما صرح بأن توجيهات الملك محمد السادس تذهب باتجاه عدم التصعيد، بل وحتى

عدم التفاعل مع الخطاب الجزائري.

إن تصرف السلطات الجزائرية تسيء إلى الجزائر قبل كل شيء، فهو تصرف منافي للأخلاقيات المهنية والمواثيق الدولية، التي تحمي الصحافيين من كل تعسف، كما تضرب عرض الحائط حسن الجوار، والعلاقة الأخوية بين الشعبين الشقيقين، و تزيد في قتامة صورة السلطات الجزائرية لدى الرأي العام الدولي.

فمتى تتدارك هذه السلطات األمور وتفهم أن الصحراء المغربية هي قضية شعب ال يمكن أبدا التفريط ولو في شبر منها؟

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
محمد أيوب
المعلق(ة)
29 يونيو 2022 07:33

اليس مثلا مغربيا:
وانا أقرأ المقال لفت نظري هذه الكلمات:”…المثل المغربي القائل:كم من حاجة قضيناها بتركها”…إن هذا المثل ليس خاصا ببلدنا حتى نقول بأنه:”مغربي”…إنه مثل عربي شائع بين كل قارئ للعربية من المحيط الى الخليج ويعلمه أيضا غير العرب من الذين يتقنون لغة الضاد…فهو ليس:”انتاجا”مغربيا صرفا…وبخصوص ما ورد بالمقال من:”قراءات”لقرار بلدنا بعدم الانسحاب من ألعاب البحر المتوسط المنظمة بوهران فإن الكاتب وضع النقاط فوق الحروف بشكل منطقي تماما…فعدم الانسحاب له فعلا دلالاته العميقة عند العقلاء داخل الجزائر وخارجها…ولعل من أبرز تلك الدلالات ان بلدنا لا يعير أي اهتمام لسطحات عسكر الجزائر القائمين بزمام السلطة هناك والذين مرسول ويكرسون كل امكانيات بلدهم لترسيخ العداء لوطننا…فبئس ما يفعلون…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x