الإدريسي والرّحموني يُـعلِّـقان على شرْط بنموسى التَّـعْجيزي لولوج مراكز التَّخْـطيط التربويّ

أثارت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، غضب شريحة كبيرة من الأساتذة من خلال الشروط التي وضعتها لاجتياز مباراة مستشارين للتخطيط والتوجيه، والتي سيتم بموجبها حرمان آلاف الأساتذة أطر الأكاديميات الجهوية، المعروفين إعلاميا بـ”الأساتذة المتعاقدين”.

وتنص وثيقة الإعلان عن المباراة، على شروط وصفت بـ”التعجيزية”، حيث  تُـــفْتَحُ المُباراة في وجه “الأساتذة المنتمين للأطر النظامية للأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين الحاصلين على الإجازة أو شهادة الإجازة في الدراسات الأساسية أو شهادة الإجازة المهنية أو ما يعادلها، المرسمين الذين قضوا على الأقل 15 سنة من الخدمة الفعلية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والمرتبين جميعهم على الأقل في الدرجة الأولى من إطارهم”.

الإدريسي: شروط ستحدث نفورا من مراكز التخطيط والتوجيه

وتعليقا على الموضوع، قال الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم، التوجه الديموقراطي، عبد الرزاق الإدريسي، إنه “منذ يناير 2022 عندما اقترحت علينا الوزارة موضوع أطر مراكز مهن التربوية والتكوين، بشروط 15 سنة أقدمية، الإجازة، وشرط السلم  11، رفضناه في حينه”.

وأوضح الإدريسي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “رفضهم مبني على وجود مكسب الترقية الأفـقية عبر الولوج لهذه المراكز، حيث يكون الأستاذ في السلم 10 وعندما يتم تعيينه في مركز التخطيط التربوية يترقى في السلم 11، ومن جانب آخـر فإن الأقدمية كانت في وقت سابق من أجل الولوج إلى هذا المركز فقط 4 سنوات ثم 6 سنوات، والآن أصبحت 15 سنة أقدمية”.

ويرى المتحدث أن “شرط 15 سنة أقدمية تطرح تساؤلات الإستقرار على هذا الإطار بعد 15 سنة من العمل في مكان آخر، وهل يمكن له أن ينتقل إلى الرباط ويكتري من جديد وغيرها من المتغيرات”.

وشدّد على أن “هذا الإتجاه الذي ذهبت فيه الوزارة حرم العديد من المعنيات والمعنيين بالأمر، خاصـة من لا تتوفر فيهم الشروط الثلاثة، من المُشاركة في  المباريات أولا، و ثانيا أن من لديه هذه الشروط لن يأتي إلى مركز التخطيط التربوي أو الإدارة، ولن يأتي مستقبلا إلى التفتيش، الذي حافظ على شروطه القديمة والتي هي ستتغير في الغالب لتصبح في نفس الشروط الحالية”.

وتأسف الإدريسي عن “كون الوزارة الحالية تحمل المسؤولية في هذا الملف للإدارة، والإدارة عندما  نتحدث معهم في هذا الموضوع لا يعيرون اهتماما لكلامنا، إذ يكتفون بإبداء اتفاقهم معنا”، مشددا على أن “هذه الشروط الثلاثة ستحدث نفورا من مراكز التوجيه والتخطيط التربوي ومن مسلك الإدارة”.

الرحموني: شروط هدفها التخلص من الموظفين الرسميين وسياسة تقشفية

من جانبه، يرى عضو المجلس الوطني لنفس التنسيقية، عثمان الرحموني، أن “المسألة وما فيها هو أن نظام التعاقد جاء ليشمل الوظيفة العمومية بشكل كلي، وبالتالي هذه الوظيفة بالتعاقد أوقفت التوظيف في الوظيفة العمومية منذ سنة 2016 لكن بقيت فئات من غير الموظفين بالتعاقد، أي ما قبل سنة 2016، تشكل غالبية قطاع التعليم لحدود اللحظة”.

وأوضح الرحموني، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الدولة لكي تتخلص من أطر التدريس الموظفين في الوظيفة العمومية تحاول ما أمكن أن تفتح لهم مباريات بشروط متوفرة فقط في أولئك الموظفين ما قبل سنة 2016، والمفروض عليهم التعاقد تمدد لهم شرط سنوات الأقدمية”.

وتابع المتحدث أنه “مثالا على ذلك مباراة التوجيه و التخطيط كانت في بدايتها يتشرط على المرشحين إليها 4 سنوات أقدمية، وعندما استوفت الأفواج الأولى من الأساتذة المفروض عليهم التعاقد شرط 4 سنوات مددت الوزارة الشرط إلى 6 سنوات، وعندما وصلوا إلى 6 سنوات في هذا الموسم مددته إلى 15 سنة”.

ولفت الإنتباه إلى أن “الوزارة تحاول من جهة أن تتخلص من هيئة التدريس الموظفين في الوظيفة العمومية، غير المتعاقدين، وترسلهم إلى التوجيه و التخطيط وغيرها من المباريات والمهام، ويبقى لها في هيئة التدريس المفروض عليهم التعاقد فقط، آنذاك يسهل عليها تمرير أنظمة أساسية جديدة والتي تعدها الآن مع نقابات ومع من تصفهم بالشركات الإجتماعيين، لتنزيل نظام أساسي خارج الوظيفة العمومية”، وفق تعبيره.

من جانب آخر، يورد الرحموني في  التصريح نفسه، أن “شروط الوزارة في هذه المباراة تندرج ضمن سياستها التقشفية، من خلال شرط جديد بكون من يترشح لمباراة التخطيط والتوجيه وغيرها من المباريات لتحمل المسؤولية،  يجب أن يكون مصنفا مسبقا ضمن السلم 11، وهو سلم ترقية كبير في القطاع، بالتالي لن يكلف هذا المرشح، إن نجح، نفس ما كان يكلفه لخزينة الدولة وهو مدرس عندما يترقى في  التوجيه والتخطيط”.

وأضاف أن هذا يأتي “خلافا لما كان في السابق، حيث كانت شرط الأقدمية محصورا في 4 سنوات فقط، بمعنى يكون الأستاذ مازال في السلم 10، وعندما ينتقل إلى التخطيط والتوجيه على الدولة حينها أن ترقيه للسلم 11، بمعنى أنه يمر إلى هذا السلم بعد 4 سنوات فقط من مزاولة المهنة في قطاع التعليم في حين أصبح العكس الآن، إذ عليك أن تصل إلى السلم 11 أولا، ثم بعد ذلك الترشُّــــح لهذه المُبــــاراة”.