لماذا وإلى أين ؟

كيف ستـؤثر حملة “الهاشتاغ” على حُــكومة أخنوش؟

في ما يشبه حملة المقاطعة التي أطلقها رواد مواقع التواصل الإجتماعي بالمغرب سنة 2018 لخفض أسعار عدة منتوجات إستهلاكية، خاصة الماء والمحروقات و الحليب. تفجرت بحر الأسبوع المنصرم، حملة إلكترونية جديدة على المنصات الرقمية تطالب الحكومة بالتدخل العاجل لخفض أسعار المحروقات وطنيا بعدما انخفضت دوليا.

وحيث أن الحملة المذكورة حظيت بتفاعل كبير من طرف فئة واسعة من المغاربة الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، ونظرا إلى أن مجموعة من الفنانين والمثقفين و”المؤثرين” أعلنوا دعمهم للحملة المذكورة. فإن الأمر يحتاج متابعة و مواكبة علمية تستشرف مستقبلها وأفق تطورها والأسئلة التي تطرحها، وعلى رأسها كيفية تأثير هذه الحملة على سياسة الحكومة؟

في بداية تفاعله مع هذا الموضوع، أوضح الإختصاصي في علم الإجتماع والتحليل النفسي؛ مصطفى الشكدالي، أن مواقع التواصل الإجتماعي ليست مواقع افتراضية كما نعتقد، وإنما هي واقع، مضيفا أن الذين يقودون هذه الحملات هم أناس حقيقيون متذمرون من الواقع، مشددا على أن مواقع التواصل الإجتماعي خاصة موقع “فايسبوك” هو حزب سياسي من نوع آخر لأنه حتى السياسة اليوم تمارس بطريقة أخرى.

مصطفى الشكدالي ــ الاختصاصي في علم الاجتماع والتحليل النفسي

 

ويرى الشكدالي الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، أن مواقع التواصل الإجتماعي ليست خيال وإنما هي واقع يتجسد على مستوى الأنترنيت، مشيرا إلى أنه حينما يندد شخص معين على مواقع التواصل الإجتماعي فهو يتحدث عن الواقع، كما حدث على سبيل المثال في حملة المقاطعة التي تحكمت في أشياء اقتصادية على مستوى الواقع انطلاقا من مواقع التواصل الإجتماعي.

وبخصوص الحملة التي يقودها عدد من النشطاء خلال هذه الفترة للضغط من أجل تخفيض أسعار المحروقات، قال الإختصاصي في علم الإجتماع أن حملة “الهاشتاغ” التي أطلقت على مواقع التواصل الإجتماعي يمكن أن تكون مقدمة لما قد يتبلور في الواقع، لافتا إلى الإحتجاج على سياسة الغلاء على مواقع التواصل يمكن في أي لحظة أن يتحول إلى مبادرات على أرض الواقع، و بالتالي وجب على المسؤولين التفاعل و التحلي بآذان صاغية.

وأكد المتحدث لـــ “آشكاين”، أن الذين يقودون هذه الحملات على المنصات الرقمية هم أفراد من الشعب بمختلف ايدلوجياتهم وأفكارهم، معتبرا أن من بين مطالب هذه الحملة هناك أشياء منطقية، طبعا هناك جهات تريد الركوب عليها، لكن بعض مطالبها منطقية، فانخفاض أسعار المحروقات في العالم الكوني يقابله ترديد نفس الأسطوانة القديمة من طرف الحكومة، و تبرير ذلك بالحرب وغلاء المواد الأولية.

“إن الإحتجاج من خلال هذه الحملة ليس احتجاحا مجانيا، وإنما يحظى بنصيب هام من الحقيقة”، يسترسل الإختصاصي في علم الإجتماع و التحليل النفسي، مستدركا أنه “في الوقت الذي تطرح الأسئلة من هذا النوع باحتشام في البرلمان، فهي تطرح بقوة على منصات التواصل، إلى درجة يمكن التحدث عن برلمان افتراضي شعبي”.

وخلص الشكدالي إلى التأكيد بأن على المسؤولين التفاعل بشكل إيجابي مع مطالب الحملة الرقمية ودون تعنت، من خلال إعادة النظر في قرارات اتخذت عن خطأ و تسرع في وقت سابق، مضيفا “احتجاج هذا “الهشتاغ” يعبر عن موقف، وهذا الموقف مرشح للتطور إلى أشياء أخرى”، وفق تعبير المتحدث.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
مغربي صحراوي
المعلق(ة)
21 يوليو 2022 21:47

هل لدينا اصلا حكومة الى يومنا هدا لم نرى سوى مجموعة من التجار يبيعون ويشترون لا يهمهم سوى الربح اما الحكومة التي تتكلمون عنها فما هو دور الحكومة لنتكلم عن حكومة واالشويش عليها الحكومة خي التي تمزع من راسها ومن التجار وتعطي للشعب كامريكا متلا .

محمد
المعلق(ة)
21 يوليو 2022 12:44

حملة 2017 لمقاطعة محطات توزيع الوقود المملوكة لعائلة اخنوش و واكسيم، لسوء حظ الواقفين وراءها لم تنجح، و اصل سببها مرتبط مباشرة بالنزاع حول من له احقية الٱمر بالصرف لصندوق تنمية العالم القروية بين بنكيران و اخنوش. ثم جاءت حملة 2018 التي نادت الى مقاطعة محطات الوقود لضرب اخنوش في مصالحه الاقتصادية و حليب (…) ، لضرب النجاح السياسي لنجاح مخطط المغرب الاخضر الذي اعده اخنوش في شق تربية الابقار الحلوب، و هذه المرة استهداف اخنوش بسبب رفضه شروط بنكيران للدخول في حكومته و التسبب في إقالته. و مقاطعة ماء معدني معين لضرب مصالح مريم بنصالح انتقاما منها لرفضها استقبال رجال الاعمال الاتراك برفقة اردوغان خلال زيارة للمغرب جاءت بعد دعوة من بنكيران أبان رئاسته الحكومة. و حملة 2022 التي تستهدف مرة اخرى الانتقام من اخنوش بضرب مصالحه الاقتصادية و قتله سياسيا. و هي مرتبطة بالسقطة المدوية لحزب العدالة و التنمية في انتخابات 2021.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x