لماذا وإلى أين ؟

بنيس يرصُد آثـار التّطبيع الرسمي مع “الثقافة الطوطاوية” على الناشئة المغربية

ضجة كبيرة أحدثتها تصرفات بعض الفنانين والمغنين في مهرجانات يشاهدها الآلاف و يحضرها المئات، وجزء كبير منهم شباب ويافعون، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تباهي مغني الراب الملقب “طوطو”، باستهلاك الحشيش وكذا الحركات و الكلمات المخلة، خلال مشاركته بمهرجان غنائي، تنظمه وزارة الثقافة والتواصل.

وكان المغني المغربي قد رد في جوابه على سؤال صحافي خلال الندوة التي أقيمت على هامش الإحتفال بمدينة الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية، إنه يتعاطى الحشيش، وألا مشكل لديه في ذلك، مضيفاً أنه لم يقتنه من مكان بعيد عن المغرب، وهو في متناول الجميع في أي وقت من الأوقات. كما تابع فاضحا وزير الثقافة المهدي بنسعيد، الذي أشرفت وزارته على تنظيم المهرجان، أن “الحشيش اقتنيه من منبعه و معروف عالميا أن الحشيش في المغرب، وهناك من يأتي لزيارتنا لتدخينه”، بالإضافة إلى كلامه الخادش للحياء من على منصة المهرجان المذكور فضلا عن حركاته ذات المضمون الإباحي.

سعيد بنيس، أستاذ جامعي في العلوم الإجتماعية، يرى أن هذه التصرفات “أمور موجودة في الواقع المعيش، ولكن جعلها تدخل في إطار فني هو إعطاؤها شرعية أكثر و إخراجها من إطار الطابوهات، وصدور هذه التصرفات والكلمات النابية من مغنٍّ له متتبعون لا تبقى من بين الطابوهات إنما تصبح لها شرعية و تخرج من إطار استعمالها في صفوف الشباب بينهم، بل يستعملونها بين باقي فئات المجتمع، وهنا يكمن خطر مثل هاته التصرفات التي تتحول إلى احتباس قيمي يرهن مستقبل الأجيال القادمة ويقوض عناصر الرابط الإجتماعي”.

و فيما يخص ترويج بعض الفنانين والمغنين لاستعمال الحشيش، فيرى الأستاذ أن هذا الإشكال يعد “نشازاً في المجتمع لأنه لا يمكننا أن نشجع على استهلاكات تسبب أمراض خطيرة مثل مرض السرطان وغيره، ولهذا وجب الإحتراس من ترويج بعض الممارسات التي، حسب المختصين في مجال الصحة، لها مخاطر كبيرة على المدى القريب والمدى البعيد، ومن هذا المنطلق فإن الأمر لا يتعلق فقط بتشجيع استهلاك الحشيش بين الشباب و اليافعين بل مسألة صحة عمومية، لأن ترويج استعمال الحشيش قد يجعلنا أمام مجتمع تنخره الأمراض، ولا يمكن للسياسة الصحية المغربية أن تعالجه”.

ويضيف المتحدث، أنه “قد أصبحنا حبيسي ثنائية تقبل أو رفض سلوكات و ممارسات هذا الجيل بمنطق الفيليا (حبه وتقبله كما هو وتزكية منطقه) أو الفوبيا (كرهه ورفضه بل الخوف منه)، و من هذه الزاوية، ستتأرجح الدينامية المجتمعية مستقبلا بين مشاعر وتمثلات الشبابوفيليا في مقابل مشاعر وتمثلات الشبابوفوبيا”.

وفيما يخص ترتيب المسؤوليات، وهل المسؤول الحكومي الذي جاء بهذا النوع من الفنانين له مسؤولية في ما قد يؤثر على هؤلاء الشباب، فالأمر حسب بنيس، “يبدو تدبيريا، ولكن هناك مشترك اجتماعي وهناك بعض القيم التي يجب احترامها، والاشكال هناك هو ليس إشكال مسؤول سمح أم لم يسمح، إنما إشكال رابط اجتماعي وجب احترامه وهذا الرابط يمكن أن نسميه ب”تمغربيت” وهي مجموعة قيم وجب احترامها لكي لا نسقط في مثل هذه الهفوات في المستقبل”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
عبد الله
المعلق(ة)
4 أكتوبر 2022 20:45

آش من فنانين استاذي الفاضل ؟!!! هادو مجرد حثالة مطارح النفايات قرب العلب الليلية و أوكار الرذيلة. و من قاموا باستدعائهم ينطبق عليهم مثل الطيور على اشكالها تقع. انهم للأسف من نفس الطينة الفاسدة اخلاقا . وزارة الثقافة في عهدها الحالي لا تحمل من الثقافة سوى الاسم بزيادة كلمة “التوعيعية” بجانبها!!!!!!

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x