2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تراجع منسوب مياه البحر لمستويات قياسية في عدد من بلدان العالم، ما أثار حالة هلع لدى المواطنين، إذ أن هذه الظاهرة تزامنت مع حدوث الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا والذي بلغت ارتداداته بلدانا أخرى، وهو ما جعل العديد من النشطاء يربطون هذا التراجع بزلزال تركيا الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى.
لم تقف ظاهرة تراجع منسوب المياه عند بلدان خارج المغرب، بل تعدته إلى ان وصلت إلى مدن مغربية شهدت سواحلها أيضا تراجعا قياسيا في منسوب مياه البحر، ولعل أبرزها ما تداوله نشطاء عن ظهور منصة التيليفريك التي تركها المستعمر الإسباني بسيدي إفني والتي ظهرت بكامله بعدما كانت منغمسة في مياه البحر، ما أثار العديد من التساؤلات عن هذه الظاهرة.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، محمد بن عبو، أن “هذه ظاهرة طبيعية جدا، وتكون في بعض الفترات عبر مرحلة دورية، حيث يكون تراجع مياه البحر أو المحيط بهذا الشكل، وهذه الظاهرة لها علاقة بالمد والجزر، أي بحركة القمر ودورانه حول كوكب الأرض”.
وأوضح بنعبو، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “هذه الظاهرة لوحظت بشكل كبير في البحر الأبيض المتوسط، حيث هناك مجموعة من المدن تراجع عنها الماء بشكل كبير، إلى حدود 30 و 40 سنتيمتر، وهناك مناطق أخرى على العكس من ذلك ربحت كميات كبيرة من المياه، وذلك حسب موقعها”.

وشدد المتحدث على أن “هذه الظاهرة طبيعية جدا يمكن تفسيرها فلكيا أكثر من أن يكون لها تفسير آخر، أي أن لها علاقة بالمد والجزر، إذ نلاحظ تراجع المياه أو مد المياه يكون له علاقة بدوران القمر حول الأرض باعتباره هو المتحكم في الم والجزر”.
وأشار الخبير المناخي نفسه إلى أن “هناك من ربط هذه الظاهرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالزلازل التي عرفتها منطقة البحر الأبيض المتوسط، من خلال زلزال تركيا وسوريا، وهي على العكس من ذلك، وهناك من يقول إنها تراجع خطر للمياه قد تتبعه موجة تسونامي، وعلى النقيض من ذلك فإن حوض البحر الأبيض المتوسط منطقة جد منغلقة ولا تسمح أن تكون مثل هذه الظواهر، إذ أن حدوث تسونامي يتطلب وجود مساحة كبيرة جدا”.
ولفت الانتباه إلى أن “منطقة سيدي إفني معروفة بهذه الظاهرة بشكل دوري من خلال تراجع منسوب مياه البحر، وإذا سألنا سكان المنطقة سيؤكدون أنها ليست المرة الأولى التي يلاحظون فيها هذه الظاهرة، وهي مسألة بديهية جدا، تلاحظ بين الفينة والأخرى، حيث يتراجع منسوب المياه بالشكل المعتاد في هذه المرحلة”.
وتابع إلى أن “الأمر عاي في هذه المرحلة، وخلال أسابيع قليلة ستعود الأمور إلى المعتاد، وليس هناك تفسير لكون هذا راجع لاختفاء المياه وأن هذا هو الامر الواقع الذي سيبقى عليه منسوب المياه بعد التراجع، بل العكس من ذلك، فإن تغير المناخ يبين أن البحار تربح سنتيميترات إضافية على حساب اليابسة.
وخلص إلى أن éهذه الظاهرة التي نلاحظها الآن طبيعية جدا، وستعود الأمور إلى ما كانت عليه خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، وهذه الظاهرة مرتبطة بدوران القمر حول الأرض والمتعلقة بظاهرة المد والجزر”.
منطقيا، لو ان انحسار الماء له علاقة بزلزال تركيا، للاحظ المتتبعون و جمهور العامة انحسار المياه على طول الشواطىء المغربية و العالمية، و ليس غي مدينة او جهة فقط.