لماذا وإلى أين ؟

افريقيا العهد الحديث

العباس الوردي

تتوفر القارة الافريقية على مؤهلات واعدة في مجالات شتى سواء أكانت طبيعية، بشرية وعلى هذا الأساس تشكل هذه الرقعة الجغرافية ومنذ أمد بعيد محط أطماع جملة الأنظمة الاقتصادية الكبرى والتي لا ترى فيها الا بعين سياسة فتح أسواق جديدة لتحقيق أرباح طائلة ولو على حساب تنميتها الداخلية.

لذلك ومع تطور الأحداث الدولية، وخاصة مع ظهور بوادر ظاهرة العولمة المقترنة بالوسائل التكنولوجية الحديثة ناهيك عن تنامي الوعي الدولي وخاصة لدى الدول الافريقية التي خضعت لاستعمار سياسي عسكري ثم لاستعمار أو تبعية اقتصادية لكن ومع تنامي منسوب التفكير الافريقي أصبحنا نتحدث عن نهضة افريقية تنبني على معادلة صلبة عنوانها التعاون جنوب جنوب خلفية جديدة أصبح ترخي بظلالها على التواجد الاقتصادي الاجنبي لبعض الاقتصاديات الدولية التي لازالت تئن تحت ركام الزمن البائد ولم تحاول أن تغير طريقة تدبيرها لفتح الاسواق في ظل العهد الحديث.

في حين أن هناك دولا اخرى منها المنتمية للقارة الافريقية كالمملكة المغربية التي استطاعت اقامة جسر اقتصادي مع مكونات بيتها الافريقي ولكن على أساس معادلة حديثة وغير امبريالية عنوانها التعاون الاقتصادي على أساس رابح رابح ، أمر تمكنت معه جملة من الدول الافريقية من مسايرة الركب وذلك عبر اقامة مشاريع تنموية مقارنة بتكوين كفاءات من رعاياها ناهيك عن مواكبة همت ميادين اخرى كالاتصالات ، الخدمات البنكية ، الفلاحة ، الصناعة والخدمات مع عدم اغفال الجانبين الروحي ، الامني والثقافي.

وضع جديد ساهم من خلاله المغرب في بناء تصور جديد لافريقيا الحديثة بسواعد افريقية وبالاعتماد على موارد افريقية ، نموذج لقي اشادة من لدن هذه الدول التي تعبر عن ريادةً المملكة في بيتها الداخلي ناهيك عن تعبيرهم الدائم تجاهها عن كونها دولة ذا حجية ، ثقة ومصداقية .

وفي الجانب الخارج جغرافيا عن افريقيا ، تجدر الاشارة الى وجود تيارين ، أولها واكب التجربة المغربية في المجال الافريقي وخاصة في شقه الاقتصادي وخاصة الولايات المتحدة الامريكية والصين اللتين بنيتا جسرا اقتصاديا نحو افريقيا ولكن بنظرة جديدة قوامها الربح المشترك ، وهو امر كرسته الولايات المتحدة الامريكية بخلق توجه تنموي حديث نحو القارة الافريقية عبر اقامة وتنظيم منتديات ومؤتمرات مشتركة.

أمر تم من خلاله التعبير عن الوضع جيوسياسي للمملكة المغربية في هذا الباب ناهيك عن الشراكة المتميزة بينها وبين المغرب، فيما ان هناك اقتصاديات اخرى لازال يراود مخيلتها ان الاستعمار الاقتصادي لازال قائما واستمرت في هذا النهج من خلال معاكسة الدول التي تحضى بثقة افريقيا والحال ان الامر لم ينتج اي شيء يذكر تجاهها ، امر ادى بها الى محاولة تغيير الخطاب وربما الى التعبير عن الرد تجاه افريقيا غير ان الصورة لم تكتمل بعد لان الامر يتطلب معه اقتران القول بالفعل، أي عبر البوابة الدبلوماسية باعتبارها لسان الدولة الخارجي.

هذا مع إضافة ضرورة توفر منسوب عال من الثقة بين الشركاء سواء اتعلق الامر بالاقتصاد او غيره ولمن اراد اعمال المقارنة او حتى الاستفادة من عبر ودروس الدول التي تقرن القول بالفعل فعليه ان يتحدث معها لغة الصراحة والصدقية لكي ترجع المياه الى مجاريها ولكي يتحقق التعاون المنشود كما ترتضيه مقومات الالفية الجديدة.

الآراء الواردة في المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
علي او عمو
المعلق(ة)
5 مارس 2023 21:05

ارجويجب على الدول الإفريقية أن تعرف و تُدرك أنّ الحلّ الوحيد لمشاكلها التنموية التي تتخبّط فيها منذ زمان بعيد هو مُحاولة إنشاء ديمقراطية حقيقية بعيداً عن الحكم التقليديّ المُتجاوَز الذي يعتمد نهج الحُكم الفرديّ و تمجيد الشخص و الاتجاه نحو بناء ديمقراطية من خلال انتخابات نزيهة و شفّافة تُشرف عليها لجانٌ مُستقلّة و تُشارك فيها الشعوب بكل حرية يتمّ من خلالها إنشاء مؤسسات دستورية وفق دساتير جديدة و إلغاء الدساتير القديمة المُتجاوزة و اختيار رؤساء لهذه الدول لولايات محدودة ، و بهذا ستأخذ طريقها نحو التقدم في جميع الميادين و المجالات بُغية اللِّحاق بركب البلدان العُظمى في العالم و من تمة ستُصبح قوة سياسية و اقتصادية تتعامل مع دول العالميّة بندّية دون الاحتياج إلى التبعية السياسية و الاقتصادية التي تُعاني من ويلاتها اليوم منكم نشر تعليقي

احمد
المعلق(ة)
2 مارس 2023 12:23

العلاقة مع افريقيا التي تزخر بثروة ثقافية وإنسانية وأقتصادية لا يعرفها المغاربة، يحب ان لا تبقى حبيسة الصالونات ومواقع السلطة، بل يجب ان نربي الاجيال الصاعدة التواقة دائما الى الغرب ان تعرف اهمية افريقيا وأهمية تعميق التواصل بين اجيال القارة العذراء المتعاقبة والكفيل يتقوية اللحمة بعمقنا الافريقي، وربح رهان المستقبل. بما توفره من فرص النجاح والتألق خارج دائرة الغرب الذي يمتص كل جهودنا.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x