لماذا وإلى أين ؟

وهبي يُضحي بحزب الأصـالة والمُعــاصرة من أجل ربـح مصالح شخصيَّة

أثبتت الأيام والمعطيات التي نقدمها في كل مرة، أن عبد اللطيف وهبي الذي وجد نفسه يقود حزب “الجرار” في فترة كان يعيش فيها هذا الأخير انقسامات وصراعات داخلية، يتجه بالحزب صوب الاصطدام  بالحائط.

فمنذ انتخاب وهبي أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة وهو يقوم بتصرفات تؤكد أنه يعلم باليقين أنه لن يعود مرة أخرى لقيادة هذا الحزب، إذ لا تنسى إحدى فضائحه إلا واقترف فضيحة أخرى تجعله يتصدر عناوين الصحف، حيث شرع بداية باستعداء مجموعة من الأحزاب والأشخاص ومن بينهم رئيسه اليوم في الحكومة.

فكيف سينسى المغاربة اتهام وهبي لأخنوش برشوة المغاربة في الإنتخابات، وأنه لن يقبل أن يكون تحت رئاسة أي شخص بالحكومة، قبل أن يظهر في صور وفيديوهات يتعانق مع أخنوش، وقد حصل على منصب في الحكومــة!؟ ليشرع بعد ذلك في استفزاز المغاربة من منصب وزير العدل في الحكومة المغربية.

فضائح وهبي، وهو وزير العدل، لا تعد ولا تحصى ولا تحتاج إلى التذكير لأنها خالدة، ومنها زعمه أنه يعرف ألوان “تقاشر” المغاربة، وأنه يتدخل في القضاء، كما صرح في تسجيل صوتي “من تحتها” الذي لم يكذبه، إلى جانب فضيحة “ولدي كيقرى فمونتريال”، ودعمه لفضائح زميله في الحزب والحكومة، وزير الثقافة والشباب والإتصال محمد مهدي بنسعيد، إلى غير ذلك من الفضائح.

حُــكماء حزب الأصالة والمعاصرة عبروا عن استيائهم لما وصفوه “الممارسات و التصريحات والتهديدات الصادرة عن الأمين العام للحزب عبد اللطيف وهبي”، معتبرين أن “تصريحاته استنزاف مجاني لشعبية ومصداقية الحزب”، عبر “الاستفزاز وإشعال الفتن، والتي يكاد يستفرد بها وزير واحد داخل التشكيلة الحكومية الحالية، والذي أصبح يشكل مصدر انزعاج للرأي العام، وتشويش متواصل على أداء وزراء حزبه”، وفق بلاغ سابق.

بل إن قيادة الحزب تقدم بين الفينة والأخرى على دفع وهبي إلى الاختفاء والاختباء عن الأنظار لفترات معينة حتى ينسى المغاربة فضائحه، وهذا ما تم من خلال استبعاده من آخر ندوة صحفية للحزب، والتي ترأستها فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني، ما يعني أن قيادة “الجرار” نفضت يدها من وهبي، و أرغمته على الابتعاد عن الواجهة، ولم تعد ترغب في تمثيله لها خلال خرجات الحزب التواصلية تفاديا لأي إحراج غير متوقع.

وحين استعدى وهبي أحزاب سياسية عدة، انتقل ليشعل “الصداع” مع فئات مجتمعية مختلفة، تارة مع المحامين، وتارة أخرى مع القضاء، قبل أن ينتقل إلى استفزاز العاطلين المغاربة المرسبين من امتحانات ولوج مهنة المحاماة، و بعد هذا كله أصر أن يضرب بالرصيد الانتخابي لحزب الأصالة والمعاصرة عرض الحائط.

كيف سيثق سكان مدينة كلميم و جهة كلميم واد نون في حزب الأصالة والمعاصرة، وأمينه العام متورط “أخلاقيا” و”سياسيا” في انتحار مناضل الحزب” و”زعيم الوادنونيين”، عبد الوهاب بالفقيه!؟ وهل سيجد الحزب في المستقبل “مناضلا” آخر قادرا على حسم مقاعد الجماعات الترابية بالجهة لصالحه!؟

وبعد واقعة كلميم، انتقل وهبي ليصفي رصيد حزب الأصالة والمعاصرة بجهة العيون الساقية الحمراء، حين دفع المكتب السياسي للحزب للمصادقة على قرار يقضي بطرد أحد أعيان الصحراء ونجل قبيلة عريقة بمنطقة الصحراء؛ محمد سالم الجماني، من الحزب بصفة نهائية.

ووفق ما أدلى به، محمد سالم بداد، العضو بجماعة العيون ووصيف محمد سالم الجماني في لائحة الإنتخابات الجماعية بالعيون، لـ”آشكاين”، فإن قرار طرده تم لـــ“علاقة بمصالح شخصية تربط وهبي مع رئيس جماعة العيون حمدي ولد الرشيد”، ما يعني أن وهبي يستغل الحزب لقضاء مصالح شخصية وفق المصرح.

القرار المشار إليه، سيكون له ما بعده، وفق محمد سالم بداد، الذي أكد أنهم سيغادرون الحزب بعد القرار القاضي بطرد زعيمهم، وهو ما يعني نهاية حزب الأصالة والمعاصرة بكل أقاليم الصحراء، من كلميم إلى أقصى الصحراء المغربية. ثم من سيثق في الحزب بعد كل ما اقترفه وهبي من “خيانات سياسية” في حق “مناضلي” الحزب؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
حسن
المعلق(ة)
9 يونيو 2023 20:39

في هذا الزمان كثر الوطنيون لكن مقابل

احمد
المعلق(ة)
27 مايو 2023 12:46

يقول المثل المغربي: اللي بغاها كاع يخليها كاع.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x