2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أسدل الستار عن الدورة الثانية عشرة، من البرنامج التأهيلي “مصالحة”، الذي أطلقته المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج سنة 2017، في حفل اختتامي بسجن الزاكي بمدينة سلا، ليشهد بذلك استفادة مجموعة من السجناء المتابعين على خلفية قانون مكافحة الإرهاب.
عدد المستفيدين من الدورة 12 لبرنامج “مصالحة”، بلغ 20 نزيلا، ليصل بذلك العدد الإجمالي إلى 279 سجينا، حيث تم في إطار العفو الملكي الإفراج عن 202 من نزلاء المؤسسات السجنية المتابعين بقضايا الإرهاب، والذين استفادوا من البرنامج.
وشهد الحفل الاختتامي، حضور محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ومولاي ادريس أكلمام، مدير العمل الاجتماعي والثقافي العام لفائدة السجناء للمنودبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ، وأحمد العبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، وآمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى عدد من الشركاء من المجتمع المدني.
وعلى هامش الحفل الاختتامي، أكد مولاي ادريس أكلمام، مدير العمل الاجتماعي والثقافي العام لفائدة السجناء للمنودبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ضمن تصريحات صحفية، أن ” ما يميز برنامج مصالحة هو عدم اختزال فقراته في ما يتعلق بالسجال الديني، لكنه يشمل أيضا كل ما هو قانوني وحقوقي وسوسيو-اقتصادي، وكذلك المواكبة النفسية”.
وأضاف أن اختتام هذه الدورة الأخيرة شهدت “دعوة مجموعة الشركاء في المجتمع المدني، وهذا أيضا إشارة على انفتاح إدارة المندوبية العامة، وهي دعوة أيضا لدعم المجهودات المبذولة في إطار تنزيل برامجها التي تروم تفريد البرامج التأهيلية بغية الاستجابة لحاجيات كل فئة”.
عبد اللطيف رفوع، رئيس المرصد المغربي للسجون، اعتبر أن هذا النوع من البرامج “يساعد على إدماج كل النزلاء”، ويقدم مؤشرات قوية على “أننا في مستويات إيجابية في التعاطي مع ظاهرة التطرف والقضاء عليها”، مشيرا إلى أن الحفل الاختتامي تميز بنقاشات على مستوى القانوني والفكري.
من جهته، أبرز أحمد العبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن برنامج “مصالحة” يكتسي أهمية كبرى من خلال “إنشاء القدرة على مصالحة مع الذات من خلال مواكبة نفسية من طرف مختصين، والمصالحة مع النص الديني وإعادة تفهمه وتعقله بما يمكن من ممارسة الدين والتدين بشكل متزن ومعتدل”.
واستطرد المتحدث موضحا أهمية البرنامج في تمكين هؤلاء السجناء من “المصالحة مع المجتمع وقوانينه، وما يؤطره من حقوق وواجبات”، بالإضافة إلى “اكتساب القدرة على تفهم شروط الاستثمار والعيش الشريف وفق ما هو جاري به العمل وفق ما تسمح به قوانين المجتمع”.
الموقف ذاته، أكده رئيس المجلس العلمي بمدينة الدار البيضاء، وممثل وزارة الأوقاف والشؤون والاجتماعية، سعيد بيهي، الذي أبرز أن البرنامج يستهدف “تنقية أفكار هؤلاء الذين ابتلوا بظاهرة التطرف، من خلال تفكيك المقولات الفكرية التي يتأسس عليها الإرهاب، مثل قضية التكفير والغلو في الدين”، مشيرا أن الوزارة المعنية تهدف إلى “غرس ضرورة الاحتفاء بالمرجعية الدينية، من خلال تبيان وجوه الخلل في فهم النصوص الدينية”.
أما من الجانب الحقوقي، فقد أوضح الحبيب بلكوش، رئيس مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية، أن هذا البرنامج الذي يستهدف إعادة تأهيل “المتورطين في قضايا إرهابية”، له صدى على المستوى الدولي، و “يحظى باهتمام عدد من المنظمات والمؤسسات التي يشتغلون إلى جانبها”، مؤكدا أن حضورهم في البرنامج بمثابة تعزيز للمشروع الذي أطلقته المندوبية و للتميز الذي شهدته هذه التجربة.