2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، بإجماع أعضائها الـ193، قرارا تقدم به المغرب، ضد حرق نسخ القرآن الكريم، و خطاب الكراهية.
ويستنكر هذا القرار “بشدة جميع أعمال العنف ضد الأشخاص على أساس دينهم أو معتقدهم، وكذلك أي أعمال من هذا القبيل ضد رموزهم الدينية أو كتبهم المقدسة (…)، التي تنتهك القانون الدولي”.
وفي هذا السياق، شدد عمر هلال، السفير المغربي الدائم لدى الأمم المتحدة أن ماحصل في الأسابيع الأخيرة من حرق للقرآن (بالسويد) أمر وجــب التصدي له، موضحا أن العديد من الدول أدانت هذه الأفعال إلا أن الأمر غير كافٍ.
وأضاف هلال، خلال مروره على قناة الجزيرة الانجليزية، أن قرار المغرب يهدف إلى الحــد من خطاب الكراهية ويحث على عدم المس بمشاعر المسلمين و الإسلام أو أي ديانة أخرى.
وسجل سفير المغرب أن “هذه الأفعال لا تدخل مطلقا في إطار حرية التعبير التي نحن معها، وعلى أوروبا أن تحترم حرية المعتقد والكرامة وأن تضمن أمن وسلم الأشخاص الذين يعيشون فوق أراضيها.
وشدد المتحدث أن من يقومون بحرق القرآن أو من ينهجون خطاب الكراهية هم لا يمارسون حريتهم في التعبير وإنهم يكرهون الإسلام والمسلمين ويرغبون في خلق المزيد من المشاكل بين الشعوب.
وأكد هلال أن المغرب طالما دعا إلى الحوار والتسامح والتعايش، إلا أننا لا نتفق مع زملائنا و أصدقائنا الأوروبيين أن حرق المصاحف و الكتب المقدسة أعمال تدخل في سياق حرية التعبير.
وفيما لو رفضت الدول التي تسمح لمواطنيها بحرق القرآن، كالسويد، ومصرة على اعتبار أن المسألة تدخل في إطار حرية التعبير، أورد سفير المغرب ” أعتقد أن الأمر مقرون بالنظام و القانون الدولي لأن هناك أفضلية للقانون الدولي على الداخلي فيما بين الشعوب، و بالتالي سيكون على جميع الدول احترام القوانين الدولية لتحافظ على السلم والأمن بين مكونات مجتمعها بمن فيهم من يعيشون فوق أراضيها”.
وخلص المتحدث إلى أن قرار المغرب هو آلية تاريخية هدفها وقف جميع أنواع العنف والكراهية والهجوم ليس فقط على الإسلام والقرآن والمساجد و إنما على باقي الديانات و الكتب المقدسة و الكنائس وغيرها، إنه حل لحماية الأشخاص و وقف الاستفزاز لأن الكراهية لا تولد سوى الكراهية.
ويأتي اعتماد هذا القرار التاريخي، بالغ الأهمية، بتوافق الآراء، في سياق عالمي يتسم بتفاقم خطاب الكراهية بكافة أشكاله وأبعاده، مما يجسد احترام و تقدير دور المملكة باعتبارها رائدا إقليميا و عالميا في مجال النهوض بقيم السلام والتسامح وحوار الأديان و الثقافات، ويعكس الدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في المحفل الأممي، وفقا للتوجيهات السامية والرؤية المستنيرة والإنسانية للملك محمد السادس.
وخلال تقديم هذا القرار أمام الجمعية العامة، ذكر السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بأن هذا القرار الجديد يشكل استمرارية للقرار التاريخي للجمعية العامة (73/328)، وهو الأول من نوعه بشأن خطاب الكراهية، الذي تم تبنيه في سنة 2019، وكذلك القرار اللاحق (75/309) الذي أعلن، في سنة 2021، عن تخليد 18 يونيو من كل عام يوما دوليا لمكافحة خطاب الكراهية.