2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

حل وزير الخارجية الجزائرية، أحمد عطاف، منذ يوم الثلاثاء 8 غشت الجاري، بواشنطن، في زيارة عمل تدوم يومين، بدعوة من نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، وفق ما أعلنت عنه الخارجية الجزائرية في بيان لها، اطلعت عليه “آشكاين”.
دعوة أمريكا للمسؤول الجزائري المذكور تأتي في سياق محموم بالتوتر الإقليمي، خاصة بعد الأحداث المتسارعة التي تشهدها النيجر عقب الانقلاب، وما تلاه من ردود فعل متباينة، في ظل ترقب مستمر لتدخل عسكري من الدول الداعمة لنظام الرئيس “بازوم”، وهو التدخل الذي رفضته الجزائر على لسان رئيسها عبد المجيد تبون في آخر لقاء إعلامي له، وهو ما يجعل هذه الزيارة ذات دلالات أكبر من كونها مجرد زيارة بروتوكولية لـ”تعزيز التعاون في مجالات مشتركة” كما حاولت الخارجية الجزائرية أن تروج له في بيانها.
في هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أنه من “الطبيعي أن تكون هناك دعوة من الولايات المتحدة الأمريكية لوزير الخارجية الجزائري، لأن الجزائر لعبت دورا في تحول الكثير من الأنظمة السياسية من مساراتها الديموقراطية الانتخابية إلى مسارات انقلابية في منطقة الساحل والصحراء”.

موردا أن “الجزائر تتحمل جزءً كبيرا من المسؤولية في ما يتعلق بعدم الاستقرار السياسي في هذه المنطقة، لا سيما الظاهرة الإرهابية التي خرجت من الحرب الأهلية الجزائرية في العشرية السوداء في تسعينيات القرن الماضي”.
وأردف الشيات، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن هناك أيضا مصالح للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة مع مجموعة الإكواس، خاصة مع نيجيريا و غيرها، وهناك مجموعة من التدابير التي يجب أن تقوم بها الجزائر لتوضيح مكانتها في منظومة الصراع الذي تقوده أيضا روسيا والصين في إفريقيا”.
واسترسل أن هذه الزيارة تأتي أيضا “لاستجلاء هذا الموقف الجزائري الذي قال فيها بيان الخارجية حول هذه الزيارة، إنه سيذهب نحو تعزيز التعاون هو أيضا هدف الولايات المتحدة الأمريكية، وما إذا كانت الجزائر جادة في أن تصل إلى مستوى التعاون فيما يتعلق بحماية المصالح الأمريكية بالمنطقة أو وضع المزيد من البيض في السلة الروسية، كما حدث مع زيارة تبون لموسكو أو حتى زيارته إلى الصين”.
وخلص الشيات إلى أن “هناك حاجة كي تُوازِن الجزائر كل هذه التوجهات وأن تصحح بعض المسارات التي وضعتها بطريقة خاطئة سابقا، ويمكن للولايات المتحدة الأمريكية أيضا أن تستغل هذا الظرف لاستخدام الجزائر لمصالحها الآنية، وهي تعلم جيدا أن الجزائر ليست حليفا استراتيجيا يمكن الاعتماد عليه على المستوى بعيد المدى”.