2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

كشفت تقارير إعلامية عن توجه المغرب لتعزيز مكانه ضمن المنتجين الكبار للهيدروجين الأخضر في ظل ارتفاع الطلب العالمي على هذه المادة الحيوية الصديقة للبيئة.
وذكرت صحيفة “إلباييس“، أن المغرب “يعزز التزامه في مجال الهيدروجين ويتنافس مع إسبانيا ليكون المورد الأكبر لأوروبا، حيث يمكن للمغرب أن يتفوق على شبه الجزيرة الأيبيرية كمورد كبير للجزيئات الخضراء، إذ تتراكم الاستثمارات لأكثر من 16400 مليون”، وفق الصحيفة نفسها.
وأوضحت الصحيفة الإسبانية واسعة الانتشار، أن ” إسبانيا، التي تطمح إلى أن تصبح لاعبا كبيرا في سوق الهيدروجين، تطمح لتصبح منافسة فورية لجارتها الجنوبية المغرب، التي تتطلع إلى أن تصبح لاعبا ثقيلا في هذا القطاع”.
وأفاد المصدر ذاته أن دراسة بتكليف من المفوضية الأوروبية تشير إلى أن المغرب يمكن أن يتجاوز إنتاج إسبانيا بأكثر من 30 بالمائة بحلول عام 2050، بما يصل إلى إجمالي 160 تيراواط، لتصبح موردا مهما لدول السبع والعشرين من خلال توفير أكثر من 5 بالمائة من احتياجاتها من الكهرباء. الطلب القاري.
ونظرا للقرب الجغرافي بين البلدين، تسلط الدراسة التي أجراها معهد فراونهوفر الألماني الضوء على أنه بالرغم من المنافسة الوثيقة، يمكن لإسبانيا أن تصبح ثاني قوة هيدروجينية كبيرة في أوروبا بقدرة تحليل كهربائي تزيد عن 120 جيجاوات بحلول عام 2050، خلف فرنسا.
وشدد التقرير على أنه لن تكون الصادرات المغربية ضرورية إلا في سيناريو دون المستوى الأمثل، حيث ينتشر استخدام الهيدروجين على نطاق واسع في جميع أنحاء القارة، لكن نشر المحللات الكهربائية وتوليد الطاقة المتجددة ليس مثاليا.
ونبهت “إلباييس” إلى أن المملكة المغربية حافظت على الدعم الرسمي لتطوير سلسلة القيمة منذ عام 2021، حيث تقدر دراسة أجرتها شركة ديلويت الاستشارية أن الدخل الناتج عن صادرات الهيدروجين الأخضر هو وحده القادر على تعويض العجز في الميزان التجاري المغربي بشكل كامل.
وذكّرت أنه في شهر ماي من هذا العام، أعلنت شركة توتال إنيرجي الفرنسية عن استثمار بقيمة 9.4 مليار يورو في مشروع للهيدروجين والأمونيا بهدف التصدير إلى أوروبا/ وبعد ذلك، أعلنت شركة المكتب الشريف للفوسفاط OCP، في يونيو، عن مبادرة مماثلة بقيمة 7000 مليون أورو.
وبينت الصحيفة أن الاستفادة القصوى من الإمكانات المغربية مشروطة ببناء بنية تحتية تربط فعليا شبه الجزيرة الأيبيرية بشمال أفريقيا وبقية أوروبا، وبهذا المعنى، تبرز خطط إسبانيا وفرنسا من خلال مشروع H2Med والشبكة الرئيسية التي تخطط لها Enagas لعام 2040، والتي تتضمن بالفعل روابط مادية مع المغرب من خلال مركز في طريفة (قاديس).
ويضع الطرف الإسباني في الحسبان أن نقل الهيدروجين عبر الأنبوب يقلل من فقد الطاقة ويتجنب تضخم البنية التحتية الكهربائية للحصول على نفس الكمية من الهيدروجين في الوجهة، مشيرة إلى أن شركة “سيبسا” قد أعلنت أيضًا في عام 2022 عن بناء منتج هيدروجيني يسمح باستيراد الهيدروجين من المغرب إلى مصفاة سان روك التابعة لها.
وخلص التقرير أن هذه فرصة، وليست بالضرورة تهديدا، بالقول إنه “في جميع السيناريوهات المتوقعة، تظهر إسبانيا كمصدر صافي للهيدروجين، وقد يكون من المفيد للبلاد استيراد الكهرباء أيضًا، للتعامل مع التقلبات والتقلبات الموسمية قصيرة المدى، حيث إن استخدام الإنتاج المغربي لتلبية الطلب المحلي، يمكن أن يصل إلى نسبة تقدر ما بين 80 بالمائة و90 بالمائة من الطلب المحلي”.