2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أثار نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية جوش هاريس، حفيظة جبهة البوليساريو بعد لقائه بزعيمها، إبراهيم غالي، وهو ما بدا في بلاغ تفاعلي للجبهة الإنفصالية مع فحوى لقائها مع المبعوث الأمريكي.
فبعد أن كشفت الخارجية الأمريكية في بلاغها حول اللقاء، بأن هاريس عبر عن أهمية “الدعم الكامل والمشاركة مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، بروح الواقعية والتسوية، بينما يكثف الجهود لتحقيق حل سياسي دائم وكريم للصحراويين”، جاء رد البوليساريو التي عبرت عن رفضها لأي “حل واقعي، (بعدها) خرجت الجبهة في بيان تعبر فيه عن صدمتها المبطنة في البلاغ.
واعتبرت الجبهة في تصريح لزعيمها إبراهيم غالي، نقله بيان للجبهة الإنفصالية، عقب اللقاء مع المسؤول الأمريكي، أن الحديث عن “الواقعية” هي بمثابة “الدخول في متاهة المصطلحات الفضفاضة”، معربة عن “رفضها التام لهذا الحل الواقعي“، وهو ما يجعلنا نتساءل عما كان يقصده المبعوث الأمريكي في حديثه مع الجبهة بـ”الحل الواقعي”.
وفي هذا الصدد، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، محمد الغالي، أن “المقصود بالحل الوقعي في كلام المسؤول الأمريكي الذي التقى جبهة البوليساريو هو الحكم الذاتي، والرئيس الأمريكي جو بايدن معروف بمحافظيته ولا يصرح، ولكن عمليا فإن الاعتراف بمغربية الصحراء من طرف ترامب مازال قائما، والدليل هو أنه لم يصدر أي شيء ضد هذا الاعتراف”.

وشدد على أن “الحل الوقعي الآن هو الذي ذهبت إليه قرارات الأمم المتحدة، علما أن أمريكا لها عضوية دائمة في مجلس الأمن وتؤيد مبادرة الحكم الذاتي وتعتبرها مبادرة واقعية وذات مصداقية وجدة، والمبعوث الأمريكي تحدث لجبهة البوليساريو عن الحل الواقعي”.
وأكد على أنه “في أدبيات مجلس الأمن، فإن المقصود بالمبادرة الواقعية هي مبادر الحكم الذاتي، لأنه عندما يتحدثون عنها يصفونها بمبادرة جدية و واقعية وذات مصداقية، ما يعني أن الحل الواقعي هو الحكم الذاتي”.
ويرى الغالي، الذي كان يتحدث لـ”آشكاين”، أن “الجزائر هي من تقف وراء هذا التعنت، نظرا لأنها سارت في مخطط إفشال مبادرة الحكم الذاتي، بالتالي لا يمكنها أن تقبل هذا الطرح الأمريكي”.
وتابع أن “المبادرة الوحيدة لحل النزاع المفتعل في الصحراء، والتي وصفت بالواقعية وذات الجدية والمصداقية، سواء في الأدبيات الدولية أو أدبيات الأمم المتحدة، هي مبادرة الحكم الذاتي التي يطرحها المغرب، ولن تجد مبادرة لطي هذا النزاع توصف بهذه الأوصاف”.
وأردف الغالي الذي سبق له أن قام بتحليل مضمون قرارات مجلس الأمن من 2007 إلى 2023، أنه “عندما كان يتطرق لمبادرة البوليساريو كان يتحدث عنها عرضيا ولم يكن يصفها لا بالجدية ولا بذات المصداقية، لكنه عندما يتحدث عن مبادرة الحكم الذاتي يصفها بالواقعية والجدية وذات المصداقية”.
وخلص الخبير في العلاقات الدولية، إلى أن “هناك إرادة دولية في اتجاه إيجاد حل نهائي لطي هذا الصراع الذي فوت على إفريقيا وعلى منطقة شمال إفريقيا وعلى العالم فرصا كبيرة في التعاون والاندماج والشراكات الدولية”.